توصل عدد من المهتمين بالشأن السينمائي والمشتغلين في هذا المجال مغاربة وأجانب في ختام ندوة نظمت أمس الخميس بسلا حول موضوع "مستقبل القاعة السينمائية بالمغرب في زمن الانتقال للتكنولوجيا الرقمية"، أن الرقمنة تحدي حقيقي وضرورة ملحة تتطلب دعما واستثمارت ضخمة. وقد قدم السيد نور الدين الصايل، المدير العام للمركز السينمائي المغربي خلال هذا اللقاء، الذي نظم في إطار الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا تشخيصا للوضع الراهن للقاعات السينمائية بالمغرب، وطرح مجموعة من القضايا المرتبطة بمستقبل هذه القاعات في زمن الإنتقال للتكنولوجيا الرقمية. وأشار في هذا الصدد إلى أن المغرب يوجد في مرحلة تفكير بخصوص موضوع رقمنة القاعات السينمائية، مشيرا إلى أن الانتقال إلى رقمنة القاعات يتطلب دعما كبيرا وبالخصوص من قبل الدولة، داعيا القطاع الخاص أيضا للاستثمار في هذا المجال. وقال مدير المركز السينمائي المغربي إنه يجب أقلمة الرقمنة مع الواقع المغربي والتحلي بالواقعية في مقاربة هذا الموضوع، موضحا أنه "من الواجب حل مشكل القاعات قبل المرور بطريقة مباشرة إلى الرقمنة التي أصبحت تفرض نفسها في الوقت الحالي، مبرزا أنها قد تخدم مصلحة السينما، وهيمنة الرقمنة لا يعني بالضرورة إقفال القاعات السينمائية. وأكد أن خلق سوق سينمائية لا يعني فقط إنتاج الأفلام، بل أيضا خلق فضاء اجتماعي وثقافي لائق لعرضها، شريطة أن يكون هذا الفضاء منتجا وذو مردودية. وتساءل السيد الصايل " ماذا سنرقمن ? وماذا سننسى من وراء هذه الرقمنة وماذا سيختفي?". من جهتهم اعتبر المتدخلون في هذه الندوة أن "الترقيم فرصة حقيقية للسينما العالمية"، مشيرين إلى أنه "وسيلة مهمة لتحقيق انتشار المنتوج السينمائي عبر العالم ووصوله إلى أبعد حدود". وأبرزوا "أن الرقمنة تجذب عددا كبيرا من الجمهور خاصة الفئات الشابة، لكنه يمكن أن يصبح مشكلا إذا لم يتم التفكير في باقي الجوانب المرتبطة به والتي تطرح تحديات أمام أصحاب القاعات السينمائية". وأشاروا إلى أن " الرقمنة هي في حد ذاتها امتياز للسينما الحديثة، ومع ذلك فإنها تشكل خطرا، وبالتالي يبقى تدخل الدولة لتصحيح الوضع أمرا ضروريا"، مضيفين أن "الرقمنة حاضرة في القنوات التلفزية والإذاعات، لذلك فمن الممكن اعتبارها عاملا منقذا للسينما"، مضيفين أن "إنقاذ القاعات السينمائية ووقف نزيف الإغلاق أمر مستعجل "، مؤكدين أن "السينما ليست مجرد فضاء لعرض الأفلام وإنما هي مكان للتواصل بين الأفراد وتقاسم نفس المشاعر الإنسانية".