قال المدير العام للمركز السينمائي المغربي السيد نور الدين الصايل إن أي استثمار في السينما المغربية هو في الواقع استثمار على المستقبل. وأوضح الصايل, خلال ندوة صحفية نظمت اليوم بطنجة على هامش الدورة الحادية عشر للمهرجان الوطني للفيلم (23 - 30 يناير) خصصت لتقديم الحصيلة السينمائية لسنة 2009, أن أي استثمار في السينما "ليس تبذيرا", بل هو استثمار لصورة المغرب و"لتواجدنا في الأسواق العالمية". وقال الصايل إن المغرب مطالب بإنتاج أكبر عدد من الأفلام, وسيكون على السينمائيين الاضطلاع بدور محوري في هذا الاتجاه, واصفا هذا الدور ب "الحضاري والثقافي والتجاري في الآن ذاته". وحذر مدير المركز السينمائي من الوقوع في خطإ الأحكام المسبقة على الأفلام, فالساحة الفنية في حاجة إلى "مزيد من الإبداعات السينمائية", داعيا السينمائيين الشباب, الذين أخرجوا أفلاما قصيرة إلى دخول غمار مغامرة وتجربة إخراج الأشرطة الطويلة. وقال إنه مع "صناعة النجوم", ف`" قوة الفن", يضيف الصايل, تكمن في التعامل مع الواقع بكل تجلياته. وشدد على أن للمغاربة "المناعة الكافية ليشاهدوا ويناقشوا" كل الإبداعات التي تفتح نقاشا إيجابيا وحقيقيا, مسجلا أنه ليس ضد النقد اللاذع بشرط أن تحترم كل عملية تحليلية الإبداع. وفي معرض حديثه عن الاستثمارات الأجنبية في المغرب, قال مدير المركز السينمائي المغربي إن هذا الاستثمار عرف سنة 2009 تراجعا "إلا أنه ليس كارثيا", واصفا سنة 2008 , التي وصل فيها مبلغ استثمارات الأجانب في مجال السينما بالمغرب إلى 100 مليون دولار, بأنها كانت "استثنائية على الإطلاق" وذلك لتظافر عدة عوامل منها على الخصوص تطور الاقتصاد الدولي. وأرجع الصايل سبب تراجع هذه الاستثمارات إلى حوالي 52 مليون دولار, بالخصوص إلى الأزمة العالمية التي نتج عنها تأجيل عدد من المشاريع, مسجلا أنه بالرغم من هذا التراجع فالمغرب يعد "أول دولة في العالم العربي والافريقي من حيث حجم هذه الاستثمارات". وقد عرفت هذه الندوة حضور العديد من السينمائيين والمهنيين والصحافيين والمهتمين بهذا القطاع.