قضية غرق أو إغراق مهاجرين مغاربة بدأت تعرف مسارات أخرى بل أصبحت قضية في صلب اهتمام جلالة الملك، بعدما كادت تطوى للأبد فقد نشرت صحيفة الباييس خلال الايام القليلة الماضية، شريط فيديو يوثق لعميلة «الإغراق» التي وصفت من قبل وسائل الإعلامية الإسبانية بالمتعمدة، وأن مثيلا لها لم يقع منذ 17 سنة. وفيها تبدو البارجة الإسبانية وقد عادت إلى الخلف لتلاحق مركب المهاجرين فدهسته قبل أن يصل الشط، وقامت بإغراقه في عرض البحر. شريط أيقظ المواجع بسيدي إفني ولدى كل من شاهده، وبسببه استدعت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون السفير الإسباني بالرباط٬ وطالبته بتقديم معلومات على إثر نشر هذا الشريط» وذكر بلاغ للوزارة، أن الخارجية المغريبة « اتفقت مع السفير الإسباني على مد المغرب بكافة الوثائق والمعلومات المرتبطة به» وأن « القنصلية العامة للمملكة المغربية بلاس بالماس تتابع عن قرب تطورات ملف هذا الحادث مشيرا، الى أن الملف يوجد الآن في مراحله الإستئنافية». بلاغ الخارجية أكد على «اهتمام جلالة الملك محمد السادس شخصيا٬ واهتمام الحكومة المغربية بهذا الموضوع الحساس والمأساة الإنسانية التي ترتبت عنه». فيديو وصف ب« القنبلة» نشرته جريدة البايسس الإسبانية مدته دقيقتان و 17 ثانية يوثق لعملية إغراق متعمدة لمركب مهاجرين سريين من سيدي إفني عبروا البحر من مدينتهم نحو شاطئ لانزروتي بإسبانيا بحثا عن العمل. الفيديو يظهر البارجة وهي تمخر عباب البحر، إلى أن تجاوزها المركب الخشبي متجها نحوم الشط، فاستدارت لتهاجمه، وبين شريط الفيديو كيف صدمته البارجة بدون رحمة بقوة ودفعته لعدة أمتار قبل إغراقه بطريقة وصفت ب«العنصرية». شريط أيقظ مواجع أسر الضحايا بسيدي إفني، بعدما راجت توضيحات من قبل الجهات الإسبانية بأن الحادث عرضي، وناتج عن عطب تقني أدى بالبارجة إلى الجنوح والاصطدام بالقارب. وقد اعتبرت تعليقات الصحف الإسبانية الحادث مسيئا لصورة إسبانيا، ولم تسجل مثله مند أزيد من 17 سنة. منهم من انتابته هستيريا من البكاء بعدما أنستهم الشهور السابقة في أعزة فقدوهم بعرض المحيط. لم تهتم الجهات المسؤولة بالمغرب بالاحتجاجات التي اندلعت إبانها بسيدي إفني خلال 14 دجنبر الماضي، واعتبرت روايات الشهود، وفعاليات المجتمع المدني مجرد كلام. وكانت منطقة ايت باعمران عرفت احتجاجات وحالة غضب متواصلة بسيدي إفني تتهم خفر السواحل الإسبانية بإغراق قارب يضم حوالي 22 مهاجرا سريا بسواحل الجزر الخالدات، كما طرح برلماني العدالة والتنمية محمد عصام سؤالا تحت القبة دون أن تتحرك الجهات المعنية.. وفق شهادات من أهالي المعتقلين استقتها «الأحداث المغربية» عند وقوع الحادث فقد سلط حرس السواحل الأضواء الكاشفة على المركب عندما اقترب من السواحل، من أجل دفعه للتراجع، غير أن قائده أصر على مواصلة الرحلة حتى بلوغ بر الأمان، وعند اقترابهم تم قذفهم بكرات من السواحل مع ذلك استمروا نحو الشط، فصدمتهم الفرقاطة مقسمة القارب الخشبي إلى ألواح عائمة على بعد حوالي 500 متر من اليابسة. أسر المعتقلين والضحايا وجمعيات مدنية بإفني نظمت يومها وقفات احتجاجية أمام عمالة إقليمسيدي إفني ومسيرات مطالبين السلطات المغربية بالتدخل من أجل إرجاع المعتقلين، والجثامين والكشف عن المختفين، مع فتح تحقيق نزيه في قضية إغراق مهاجرين في عرض البحر. كما زار رئيس بلدية سيدي إفني المعتقلين الناجين واستمع لشهاداتهم، واتهم السلطات الإقليمية بعدم أخذ الأمر بحزم وجد في وقفة احتجاجية أمام العمالة، وظل الحال على ما هو عليه إلى أن ظهر الفيديو القنبلة. منذ أول أمس شرعت مجموعة من الجمعيات بسيدي إفني في الاستعداد للاحتجاج على « إغراق مهاجرين عازلين بشكل متعمد» إلى جانب اتهامها المباشر لحكومة بنيكران بالتقصير، والتسليم بالأمر الواقع، كما هاجم برلماني العدالة والتنمية محمد عصام حكومة حزبه واعتبرها مسؤولة عما وقع بعدما لم تحرك ساكنا، ولم تعر لشهادت الضحايا، وأقربائهم أي اهتمام، إلى أن جاء الإعلام الإسباني فشهد شاهد من أهلها بالوثيقة التي لا تقبل أي شك أو تأويل. وكانت بارجة إسبانية صدمت مركبا يقل مجموعة من المهاجرين من مدينة سيدي إفني، وعترت على جثة الغريق علي بوليد، وتم ترحيلها من أجل الدفن بينما يبقى لحد الآن 5 من مجهولي المصير، 3 في حالة اعتقال بعدما وجهت لهم تهم التهجير السري،وقاصريين اثنين تم توجيههما إلى مركز حماية الأطفال. ادريس النجار