لم يكن زوال يوم الأربعاء المنصرم عاديا في حياة مصطفى، والد الطفل يحيى المصاب بتشوهات خلقية، فهاهو يخطو أولى الخطوات في اتجاه حلمه بعلاج ابنه من تلك التشوهات، بعد نشر الموضوع في الجريدة ودعم بعض الجهات لقضيته. بمكتب الدكتور عبد الإله الأكرمي بالمستشفى المدني، كان لقاء مصطفى بممثلين عن جمعية “بسمة” المعروفة ب “سمايل”، بعد اتصالات سابقة وشرح لوضعية الطفل ووالده، ليتم قبول الطلب وتقرير إجراء العملية الجراحية بإيرلاندا في غضون الثلاثة أشهر المقبلة، على أقصى تقدير وفق ما أكده منسق الجمعية خلال لقائه بوالد الطفل يحيى، هدية عيد ميلاد يحملها الأب لابنه في تاريخ ميلاده، الذي يصادف سنته الثانية يوم الخامس من مارس… العملية التي ينتظر أن يقوم بها طبيبان معروفان على الصعيد العالمي في هذا المجال، أحدهما إيطالي والثاني إيرلاندي، تكلف وحدها ما يزيد عن 50 ألف أورو، ما يقارب 60 مليون سنتيم بالعملة المغربية، تكلفت “سمايل” بخمسين في المائة من مجموع تلك المصاريف، فيما سيكون الباقي على بعض المحسنين من الذين التزم بعضهم فعلا بالمساعدة، حيث تم تكليف الدكتور الأكرمي بتتبع هذا الموضوع على مستوى تطوان، وأكد في تصريح للجريدة بوجود مجموعة محسنين سيساهمون بمبالغ محترمة لاستكمال المبلغ المذكور، وهو حوالي 30 مليون سنتيم. جمع التبرعات للطفل يحيى مشكل أرق الوالد كثيرا وجعله في البداية متحفظا جدا، بل جعله يرفض الأمر كليا وأن يترك الموضوع في يد “سمايل” للقيام بهذا الدور، خاصة وأن هناك من حاول التلاعب بالموضوع والانتفاع منه، فالأب يتوصل يوميا بمكالمات من هنا وهناك تفيد بوجود من “يتسول” بصور ابنه، في حين أن هناك مبادرة واحدة لحد الساعة، والتي أكد الوالد أنه قد نسق معها مسبقا وهي مبادرة بعض الشابات والشبان، من موقع “أبناء مدينة تطوان” و “برنسيسات تطوان”، لأجل جمع بعض التبرعات والمساعدات لفائدة يحيى، ولو لأجل العلاجات واحتياجاته اليومية. “حنا درنا هاد المبادرة بتنسيق مع والد الطفل، وتعبنا فيها والحمد لله الله لن يخيبنا غادي نعاونوه باللي قدرنا عليه» تقول بشرى عبكار عن صفحة “أبناء مدينة تطوان” للتضامن مع الطفل يحيى، والذين خصصوا مجموعة من المتطوعين للقيام بهاته العملية بحيهم وبوسط مدينة تطوان، فيما موقع “برنسيسات تطوان” اختار من ظهيرة يوم الإثنين المنصرم، موعدا لجمع التبرعات بمركز تحاقن الدم بالمستشفى المدني بتطوان، فرغم التساقطات المطرية القوية التي عرفتها المدينة، إلا أن عددا من النساء من المتعاطفات والمنخرطات في الموقع، لم يتوانين عن التوجه إلى حيث الصندوق لتقديم دعمهم ليحيى من أجل أن “يحيا” كما يقولون. كل شيء قد يهون وقد ينسى، لكن فرحة الوالد بأمل توجه ابنه إلى الخارج لإجراء العملية، سيبقى هو الأمر المهم والأساسي، فكل من جانبه يجتهد لأجل أن تجرى العملية الموعودة للطفل يحيى، في غضون الثلاثة أشهر المقبلة، حيث ينتظر أن يكون دعم من بعض المحسنين من المغرب وخارجه، وأن هناك حساب بنكي يتداوله بعض الشبان بالمواقع الاجتماعية، تأكدت الجريدة من صحته وكونه فعلا حساب بنكي لفائدة الطفل يحيى، سيعول عليه في استكمال المبلغ المراد في أقرب وقت ممكن. إجراء العملية بالخارج أمر ضروري، يوضح مصدر طبي في تصريح للجريدة، ليس لكون الطاقم المغربي غير مؤهل لذلك، لكن لعدم التوفر على الوسائل والآليات الدقيقة لإجراء مثل هاته العمليات، حيث تتطلب تلك الآليات والوسائل وحدها مبلغا يزيد عن 80 مليون سنتيم، فيما عمل الأطباء هو تطوعي وفق المبادئ التي تعمل بها “سمايل” على المستوى العالمي، وأكدت تلك المصادر أن العملية أو العمليات الجراحية التي ستجرى ليحيى ستغير من حياته كليا ومن حياة والديه، وستمنحه آفاقا جديدة في الحياة…. مصطفى العباسي