من طنجة صوب قنصلية بلجيكا، ثم مقر الشرطة القضائية أنفا بالدارالبيضاء. مسار قطعه أربعة أفراد شكلوا شبكة للتهجير نحو أوروبا، أوقفوا الخميس الماضي بمقر قنصلية بلجيكابالدارالبيضاء بدأت القصة منذ أزيد من شهر، حينما تقدم أربعة أشخاص للقنصلية البلجيكية برسائل موقعة باسم جمعية حقوقية بالمغرب تطلب فيها من القنصل العام البلجيكي تمكينهم من التأشيرة لكونهم أعضاء في الجمعية، وفاعلين حقوقيين، من أجل المشاركة في منتدى دولي للشباب والديمقراطية ببروكسيل. القنصلية راجعت سجلاتها وارتابت في شأن الناشطين الأربعة، سيما بعد أن اكتشفت أن الوثائق التي أدلى بها الناشطون مزورة وأنها ستستغل للتهجير بطريقة غير شرعية. نصبت القنصلية البلجيكية كمينا للمتهمين بالتنسيق مع الشرطة القضائية لأمن أنفا، وربطت الاتصال بالموقوفين، من أجل الحضور للدار البيضاء لتسلم تأشيرات دخول التراب البلجيكي، لكن المتهمين الأربعة وجدوا في انتظارهم الشرطة، ليتم اقتيادهم إلى مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن الدارالبيضاء، لمباشرة التحقيق معهم. خلال محاضر الاستماع، أكد الموقوفون أنهم عملوا على تهجير أزيد من 100 شخص بنفس الطريقة، تحت يافطة المشاركة في ورشات ودورات تكوينية حقوقية دولية. المتهم الرئيسي ذهب بعيدا في عملياته، إذ كان يحصل على مبالغ مالية مهمة كمقابل لتسهيل هجرة المتعاملين معه. قسموا الأدوار فيما بينهم، تولى شخص ثالث ينحدر من مدينة تيزنيت حشد الراغبين في الهجرة على أن يتولى المتهم الرئيسي ومساعد له تنسيق عمليات التزوير والتهجير غير المشروع، فيما كانت الموقوفة الرابعة مرشحة للهجرة غير المشروعة. مصدر مطلع أكد أن أحد الضحايا، تم إيقافه، استفاد من تأشيرة دخول التراب الأوروبي «شينغين» بنفس الطريقة، وقد تم افتضاح أمره وإحالته على الشرطة القضائية. حيث صرح أنه سلم تسعة ملايين ونصف لأفراد الشبكة للحصول على تأشيرة ولوج بلجيكا. نفس المعطيات أكدها ضحايا آخرون عندما قالوا إنهم سلموا سبعة ملايين لعناصر الشبكة مقابل تمكينهم من وثائق مزورة تفيد انتماءهم لجمعيات مدنية وذلك بغرض الحصول على التأشيرة، ثم الاختفاء واختيار إحدى الدول الأوروبية كمكان للإقامة بطريقة غير شرعية. مصدر رفيع المستوى أفاد أن التحقيقات ستتواصل في ملف الشبكة، بالتنسيق مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الأنتيربول» التي ستدخل على الخط، إذ من المرتقب أن تمتد هذه القضية لتشمل مجموعة من المتورطين سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، بعد أن استطاعت الشبكة حسب المعطيات المتوفرة إلى الآن تهجير أزيد من 100 متطوع. أنس بن الضيف