خطا بهدوء نحو سيارة «أونو»، التي كانت مركونة بموقف السوق الممتاز «مرجان عين السبع» بالدار البيضاء. وبعد أن فتح بابها وجلس خلف المقود استعدادا لتشغيل محركها، أحاط به على حين غرة عنصران من صقور الدراجات، اعتقد كل ما تابع هذا المشهد المعتاد، أن المسألة تتعلق بمراقبة أوراق السيارة من «لاصورانص وكارط كريز وبيرمي»، لكن انقضاض رجلي الشرطة على السائق بعد محاصرته من كل الجهات، ووضعهما بسرعة خاطفة الأصفاد في يديه، جعل شهود العيان يفهمون بدون عناء أن الأمر يخص عملية إلقاء القبض على لص متخصص في سرقة السيارات. فقبل مغيب شمس أول أمس الأربعاء، عند حدود الساعة الثامنة والنصف، لاحظ عنصران من صقور الشرطة القضائية لعين السبع الحي المحمدي، أن شخصا مثيرا للشكوك، كان يتحرك بشكل مريب بين صفوف السيارات المركونة بموقف «مرجان عين السبع». وما أن عثر على سيارة من نوع «أونو» حتى أخرج من جيوبه مجموعة من المفاتيح، حيث تمكن بسرعة واحترافية من فتح الباب. وفي اللحظة التي أوشك على تشغيل محركها، وجد نفسه في قبضة رجال الأمن، الذين باغتوه قبل الانطلاق بها بعيدا. هذا اللص الذي تتضمن بيانات بطاقته الوطنية، أنه من مواليد 1969، وأن عنوان سكناه بمدينة بوجدور، لم يكن في حقيقة الأمر إلا ميكانيكيا له ورشة بحي سيدي مومن، حيث أصبح بعد مغادرته منذ مدة للسجن من المتخصصين البارعين في سرقة السيارات من نوع «أونو» بواسطة مفاتيح خاصة. ومن خلال التحقيق معه داخل مقر الشرطة القضائية، تبين أنه اقترف ستة سرقات لهذا النوع من السيارات من موقف «مرجان عين السبع»، وأنه موضوع العديد من الشكايات من أصحاب سيارات سرقت منهم في أحياء متفرقة بالدار البيضاء، حيث مازالت الشرطة تعملق معه البحث لمعرفة كيفية تصريف هذه السيارات، والجهات المتواطئة معه في عمليات بيعها أو تفكيكها إلى قطع غيار.