أدانت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، نهاية آخر أسبوع من شهر أبريل الماضي، بأحكام تراوحت بين البراءة و10 سنوات سجنا نافذا في حق أعضاء خلية «الطبية وزوجها»، التي يتابع فيها 39 متهما في قضايا تتعلق بالإرهاب. وكانت هذه «الخلية الإرهابية» قد مثلت أمام محكمة الاستئناف في سلا على مدار جلسات متتالية خلال السنة الماضية، حيث توبع عدد من أفرادها، الذين ألقي عليهم القبض قبل عدة شهور بتهمة تجنيد انتحاريين للعمل في العراق وأفغانستان. وتجدر الإشارة إلى أن جميع المتهمين المتابعين في هذا الملف مثلوا جميعا أمام المحكمة، كما جرى إشعارهم بالتهم الموجهة إليهم، وعلى رأس المتهمين الطبيبة (30 سنة) من العمر، التي ألقي عليها القبض في دجنبر 2009 بالرباط، وهي تتحدر من مدينة الحسيمة، وسبق لها أن عملت بأحد المستشفيات الحكومية في الرباط، وهي أم لطفل، ومتهمة بتزعم الخلية إلى جانب زوجها (34 سنة)، وهو فرنسي من أصول مغربية يتحدر من تارودانت، ويعمل موظفا بوزارة البحث العلمي في باريس. وتضم الخلية متهمين اثنين كانا متابعين في إطار قانون مكافحة الإرهاب، حيث سبق للأول أن أدين وصدرت في حقه عقوبة حبسية لمدة ثلاث سنوات، فيما برأت المحكمة ساحة الثاني. وتضم الخلية أيضا، ست طلبة وأستاذ وتلميذ. وكانت التحقيقات الأمنية قد كشفت أن الطبيبة وزوجها كانا يشرفان على استقطاب وإرسال متطوعين للقيام بعمليات انتحارية في العراق وأفغانستان والصومال. وخلال البحث التمهيدي الذي أجرته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مع أعضاء الخلية، أكد أحد المتابعين أنه تمكن من استقطاب وتجنيد 20 متطوعا وقام بإرسالهم للمشاركة في العمليات الانتحارية في العراق، منذ انخراطه في العمل الجهادي، وكشف أمام المحققين عن أسماء ثلاثة منهم. وكانت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرباط قد أحالت أفراد الخلية على قاضي التحقيق في دفعتين: الأولى مكونة من 28 شخصا، والثانية من عشرة أشخاص منهم الطبيبة وزوجها والطلبة والتلميذ والأستاذ، بعدما تمكنت المصالح الأمنية من تفكيك الخلية المتخصصة في استقطاب وإرسال متطوعين مغاربة إلى مناطق التوتر، خصوصا العراق والصومال وأفغانستان، لتنفيذ عمليات انتحارية وأعمال إرهابية. وفي إطار تحقيقات المراحل الأولى كتشفت الشرطة القضائية أن الطبيبة قامت بإرسال مبلغ مالي من الحساب المشترك مع زوجها إلى شقيقها الذي يتابع دراسته في فرنسا، غير أن الأبحاث الأمنية توصلت إلى أن شقيقها قتل فيما بعد في عملية انتحارية بالعراق قبل نحو سنتين.