رغم محاولة المتهم إرشاء عناصر الدرك الملكي لإخلاء سبيله لحظة اعتقاله، لكن ذلك لم يجد نفعا أمام تصلب موقف عناصر الدرك الملكي، من خلال إصرارهم على تطبيق القانون، في ظل الحملات الداعية إلى محاربة الرشوة، حيث انضافت تهمة الارتشاء إلى صك الاتهام، قبل مباشرة البحث في موضوع عدة سرقات التي كانت موضوع أكثر من سبع شكايات. اعتقال المتهم جاء في إطار الحملات التطهيرية، التي تقوم بها عناصر مصلحة المركز القضائي، داخل نفوذها الترابي، لمحاربة الجريمة بجميع أنواعها، والقبض على المبحوث عنهم، خاصة بعد تواتر عدة شكايات همت سرقة مضخات المياه بالضيعات الفلاحية بجماعة البحراوي التابعة لإقليم الخميسات. وأثناء مرورها بالمركز القروي المعني صادفت المتهم، الذي كان موضوع عدة شكايات تهم السرقة الموصوفة، التي تستهدف مضخات المياه بالضيعات الفلاحية المنتشرة بالمنطقة، حيث تمكنت من اعتقاله، واقتياده إلى مقر الدرك لتعميق البحث معه حول التهم المنسوبة إليه. المتهم الرئيسي لم يجد بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه، كون أنه قام بعدة سرقات استهدفت مضخات الماء بالضيعات الفلاحية، ومشاركته في خيانة الأمانة من خلال شرائه الوقود من الشاحنات العابرة للمنطقة بثمن زهيد قبل أن يعاود بيعه لزبنائه بالتقسيط. نفس المنحى اتخذته عناصر الدرك الملكي في التعاطي مع الشكايات الواردة عليها في قضية تكتسي أهمية بالغة، تقدمت بها إدارة اتصالات المغرب إلى النيابة العامة المختصة، في شأن سرقة بطاريات شمسية وأجهزة التبريد في مناطق متفرقة بإقليم الخميسات، بعد إحالة الشكاية على مصلحة المركز القضائي، التي باشرت عناصرها تحريات في النازلة، حيث تطلب منهم الأمر القيام بمسح دقيق لأماكن السرقات، مكنتهم من معاينة مجموعة من الآثار، التي قادتهم إلى اكتشاف خيوط ستمكنهم لاحقا من الحصول على أدلة ومعطيات أحالتها على مختبر الشرطة التقنية والعلمية التابعة لإدارة الدرك. المعطيات الأولية التي جرى تجميعها من قبل المحققين، تفيد إلى أن عدد السرقات، التي استهدفت بطاريات شمسية وأجهزة تبريد بلغت حوالي سبع عمليات، نفذت في عدة مناطق بالإقليم، من قبيل تيفلت والروماني ووادي بهت وبجماعة أيت أوريبل، ما تسبب لشركات الاتصال المشتكية (اتصالات المغرب، إينوي وميديتيل) في خسائر مادية جسيمة، علما أن ثمن كل بطارية يصل حسب المصدر ذاته إلى 80 مليون سنتيم . نتائج خبرة الشرطة العلمية قطعت الشك باليقين، بعد أن حددت نتائجها تشخيص المكالمات الواردة والصادرة قرب أماكن السرقات قبيل وقوعها، وتحليل معطيات وأدلة علمية أخرى، قادت إلى تحديد هوية المتهمين، اللذين تم الاهتداء إليهما دون عناء. الموقوفين تمت مواجهتهما بالأدلة المتوفرة، وبعد محاصرتهما بالأسئلة، أظهرت التحقيقات أن الغرض من تلك العمليات الإجرامية، يتمثل في الحصول على معدن النحاس الموجود بداخل تلك الأجهزة والبطاريات، الذي يباع بثمن باهض في الأسواق. المتربصين الثلاثة، الذين يجمعهم قاسم مشترك هو تكوين عصابة إجرامية، والسرقة الموصوفة، والارتشاء، رغم ما يفرقهما هو ألأول متابع في قضية السطو على مضخات المياه الفلاحية، والمتهمين الأخريين بسبب ضلوعهما في السطو على معدات وبطاريات اتصالات المغرب، جميعهم أحيلوا على غرفة الجنايات بملحقة سلا للنظر في التهم المنسوبة إليهم . الرباط: ادريس بنمسعود