كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة ليلا من يوم الخميس 24 يناير، حين تلقت جمعية إئتلاف الكرامة لحقوق الإنسان ببني ملال مكالمة هاتفية من أحد المواطنين، تخبرها، أن امرأة مسنة تنام أمام المستشفى الجهوي ببني ملال. على الفور انتقل أعضاء الجمعية إلى عين المكان، حيث وجدوا عجوزا في الرابعة والسبعين من عمرها حسب بطاقتها التعريفية. حكت المعنية بالأمر لأعضاء الجمعية، أن اسمها «عائشة الزاكي» وتنحدر من دوار آيت عقى بإقليم أزيلال، وأنها أصبحت مهملة بعد أن تخلى عنها الجميع بما فيهم الأقارب. وتابعت روايتها أنها توجهت إلى مستشفى تنانت، ومنه إلى دار الخيرية بمراكش، حيث تعرضت هناك ل«معاملة سيئة رفقة حوالي 300 مسن من إهانة واستحمام بالماء البارد والضرب بعصا بلاستكية من قبل الحراس»، مما أجبرها على العودة إلى بني ملال، ثم توجهت إلى مصالح الأمن الوطني قصد إيجاد مأوى لها، لتتم إحالتها على المستشفى المحلي، بعد إستقبالها من طرف باشا المدينة وأحد القياد، إلا أن «مدير دار الطالب رفض إستقبالها، مما أجبرها على العيش بالمستشفى بجناح قسم الأمراض النفسية، ولكنها كانت تتعذب بسبب بعض تصرفات المريضات مثل السقوط عليها، حيث تعرضت لكسر في هذه المرحلة وخضعت لعملية جراحية». وقالت أنها بتاريخ 23 يناير «ستطرد من المستشفى، لتقضي ليلتها الأولى بالعراء في جو جد بارد، ولأنها لا تتوفر على ملجأ، فقد قررت المبيت أمام المستشفى». وبعدما استمعت جمعية ائتلاف الكرامة لأقوالها، توجهت إلى داخل المستشفى، حيث عرضت الوثائق الطبية على أحد الأطباء، الذي صرح لها أن «المرأة يجب عليها مغادرة المستشفى، لإنها استكملت العلاج». وتؤكد الجمعية، «أن مكان هذة المسنة هو دار العجزة، ويمكنها متابعة العلاج خارج المستشفى، خاصة أنها تحتاج للترويض ومتابعة حالتها الصحية المتدهورة». ويضيف المصدر ذاته، «أن الأمر غير المفهوم هو أن المرأة دخلت عن طريق السلطة المحلية والأمنية قصد الإيواء، لهذا توجهت الجمعية إلى إدارة المستشفى على الساعة الحادية عشر ليلا، فلم تجد أي مسؤول بالإدارة»، مما جعلها تتصل برجال الأمن، الذين اطلعوا على حالة المسنة، حيث طلبوا من أحد أطباء قسم المستعجلات إدخالها للمستشفى، والذي استجاب للطلب، وأحالها على قسم الأمراض النفسية، وعند إخباره أنها تتمتع بقواها العقلية، واجهها بطلب من ضابط الشرطة القضائية، مضمونه «طلب إيواء مريضة بالشارع العام معلل بأن المعنية معروفة لدى مصالحنا بتعاطي الكحول المحرقة، ومن أجلها أحيلها عليكم للإيواء والعلاج». الجمعية تؤكد أن هذه الهجوز «ليست مدمنة ويمكن الرجوع إلى طلب السلطة المحلية، الذي برر طلبه بالعبارات التالية «نظرا لإعاقتها ولحالتها الصحية المتدهورة وهي وحيدة وليس لها من يعولها ولا من يساندها». وأمام هذا التناقض توجهت الجمعية إلى المسنة. فأخبرت الأعضاء، أنهم أحالوها على قسم الأمراض النفسية، ف«انهارت وصرخت ورفضت ذلك بالمطلق». هذه المسنة ترقد حاليا بأحد أسرة قسم المستعجلات بشكل مؤقت، حيث مازالت عرضة للتشرد في أي لحظة حسب رأي الجمعية ، ل«أن مكانها في المستشفى انتهى، ولأن دار العجزة ببني ملال تتوفر فقط على 22 سرير، يشمل جهة تادلة أزيلال وإقليم خريبكة، ولأنها ليست مدمنة ولا تتعاطى للمشروبات الحارقة، ولهذا يجب على المسؤولين المعنيين توفير مكان لإيوائها». الكبيرة ثعبان