رمت إدارة المركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء صباح أول أمس الثلاثاء بمريض شاب (حوالي 30 سنة من عمره) أمام باب المستعجلات بعد أن أكدت أن المريض يتعاطى المخدرات، و أنه يعاني من اضطرابات نفسية، وأن حالته تتطلب وضعه بمستشفى للأمراض النفسية والعقلية. مشهد المريض وهو مطروح على الأرض و عاجز عن الحركة أثار استياء عدد من المواطنين، الذين شاهدوا سيناريو «التخلص» من المريض. دموع وحسرة واحتجاج على المركز وعلى الطريقة التي تم بها رمي المريض، الذي ظل ممددا عدة ساعات على الأرض وهو ملفوف بأغطية بالية، وبجانبه وثائق إدارية وبعض الأدوية. المريض، الذي أكدت جهات مسؤولة بابن رشد، أنه يعاني من اضطرابات نفسية، تحدث إلى «المساء» بالتفصيل عن معاناته مع المرض، حيث أكد أنه دخل إلى المركز الاستشفائي ابن رشد بتاريخ 5 يونيو 2007 بعد تعرضه لحادث سير. ومنذ هذا التاريخ وهو يتردد على المركز طلبا للعلاج. كما أنه أجرى عمليات جراحية فاشلة، و تتم في كل مرة مطالبته بإجراء تحليلات وأشعة، مما أجبره على وقف العلاج لعجزه ماديا عن ذلك، حيث إن مدخوله الشهري لا يتعدى 300 درهم، كما أن بعض الأدوية يتدبرها فقط عن طريق التسول. ونفى المريض أن يكون المركز الاستشفائي يمده بالأدوية بصفة مستمرة، موضحا أن ذلك يحدث فقط نهاية الأسبوع عندما تكون الصيدليات مغلقة، الشيء الذي نفته مصادر مسؤولة بقسم المستعجلات، مؤكدة على أن المريض المعني بالأمر يعاني من السرطان، وأنه بحاجة إلى عملية جراحية لاستئصال موضع المرض، غير أنه رفض ذلك عندما علم بأن العملية ستتسبب له في فقدان رجولته. كما أكد أنه يعاني من ألم شديد في المثانة، وأنه لم يعد قادرا على التبول أو قضاء الحاجة، وهو ما أكده بعض المواطنين، الذين أوضحوا ل«المساء» أن المريض كان يحمل جيبا بلاستيكيا طبيا يعوض المثانة، والذي اختفى فجأة. و قد قال المريض إنه كان يرقد خارج المستشفى خلال الخمسة أيام الماضية، حتى إن الأمطار الأخيرة مرت عليه هناك، وهو ما أكده بعض المواطنين الذين شاهدوه بالقرب من المستعجلات. مصادر طبية أكدت أن المريض كسر الليلة التي سبقت الحادث زجاج باب المستعجلات بعد أن حطم أرضية قاعة الانتظار، وأنه يدخل بين الفينة والأخرى في حالة هستيرية لأنه يتعاطى المخدرات، وأنه ستتم إحالته على مستشفى للأمراض العقلية. فيما أكد مصدر من ابن رشد أنه لن يحتفظ به. وفي الوقت الذي اعتبرت عدة جهات أن المريض بحاجة إلى رعاية طبية، أكدت الجهات المسؤولة بالمركز أنه يستحيل على المركز تبني حالته نظرا لأن ذلك يتطلب مصاريف، علما أن المريض أجريت له عدة عمليات، كما أنه يتردد على المستعجلات ويقوم ممرضون بعلاجه كلما حضر إلى المركز. ويذكر أن المركز أعاد المريض إلى المركز وتمت إحالته على مصلحة الأمراض النفسية التي شككت جهات مسؤولة في أن مكوثه بها سيطول.