كشف مصدر طبي مغربي أن مرضى العجز الجنسي في المغرب أصبح بإمكانهم اليوم الخضوع لعملية جراحية بسيطة تعيد لهم نشاطهم الجنسي بنسبة تقارب 100 في المائة. وأوضح البروفيسور فتحي مزيان رئيس مصلحة جراحة المسالك البولية بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدارالبيضاء، أن العملية أجريت أمس (الخميس) بالمصلحة لمريض يعاني عجزا جنسيا كامل بتعاون مع فريق طبي فرنسي. وأكد البروفيسور أمزيان في تصريح ل "الجريدة الأولى" أن المريض الذي أجريت له العملية يبلغ من العمر 54 سنة وسيغادر المستشفى صباح اليوم الجمعة، كما أنه سيخضع لفترة نقاهة لمدة شهر سيمتنع خلالها عن ممارسة أي نشاط جنسي، مضيفا أن المريض سيستعيد نشاطه الجنسي بشكل كامل بعد مرور فترة النقاهة المحددة في شهر واحد. وأشار البروفيسور أمزيان الذي أشرف على العملية أن هذه الأخيرة التي تستغرق ما بين الساعة والساعة ونصف تتطلب تكنولوجيا عالية الدقة وتتم عبر زرع جهاز صغير في الجهاز التناسلي للرجل يمكنه من استعادة نشاطه الجنسي بشكل كامل كما كان في السابق. وبخصوص تكلفة العملية أوضح المصدر ذاته أنها ليست مكلفة، مضيفا أن المصلحة لم تحدد بعد ثمنا لإجرائها وأن أي ثمن سيكون مناسبا مقارنة بالنتائج الجسدية والنفسية التي تخلفها في حياة المريض الذي كان يعاني عجزا جنسيا. وشدد المصدر على أن العملية تبقى آخر حل وتوصف للمصابين بحالات عجز جنسي حاد لم تعد تنفع معه الأدوية المتوفرة لمعالجة هذا النوع من الأمراض. معتبرا أن مصلحة جراحة المسالك البولية بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدارالبيضاء هي المصلحة الوحيدة التي بدأ بها إجراء هذا النوع من العمليات التي كان يتطلب إجراؤها الانتقال إلى خارج المغرب. وفي سياق متصل، كشف البروفيسور أمزيان أن مصلحته أجرت أمس (الخميس) كذلك عملية ثانية لمريض يعاني حالة السلس البولي الذي كان يؤثر على حياته الاجتماعية وحالته النفسية، وأضاف أن المريض الذي أجريت له العملية سيتمكن من عيش حياته بصفة طبيعية بعد العملية التي تم خلالها زرع جهاز صغير في جسمه يمكنه من إعادة ضبط وتنظيم وظيفة التبول التي عرفت خللا بسبب مرض ألم به. واعتبر أن الجهاز البولي للإنسان العادي تعرف تواجد صمامين أحدهما داخلي حول عنق المثانة والثاني خارجي داخل وحول الإحليل تقيه من حدوث السلس البولي اللاإرادي. يذكر أن العجز الجنسي مرض يعاني منه عدد كبير من المغاربة في صمت إذ ارتفع عدد المصابين بالمرض في المغرب خلال السنوات الأخيرة من مليون نحو ثلاثة ملايين شخص حسب إحصائيات رسمية لإحدى مختبرات الأدوية. وحسب دراسة سابقة أنجزتها مختبرات "فايزر" المغرب بالتعاون مع كلية الطب في الدارالبيضاء، اتضح أن أغلب حالات العجز الجنسي ترجع إلي المخلفات الصحية لداء السكري بعد مدة طويلة من الإصابة، وحالات الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والتدخين، والإدمان علي الكحول والمخدرات، إضافة إلي تأثيرات العمليات الجراحية علي البروستاتا والمسالك البولية. وأشارت الدراسة أن 30 في المائة من المصابين بحالة الضعف الجنسي من فئة المتراوحة أعمارهم بين 25 و30 سنة، ويعانون الاكتئاب والإصابة في سن مبكرة بداء السكري، و80 في المائة من المدمنين على الكحول، من الفئة العمرية بين 51 و60 سنة، أما المدخنون من الشريحة العمرية نفسها، فبلغت نسبتهم 52.8 في المائة، والمدمنون على مخدر القنب الهندي 57.6 في المائة.