تزامن عطلة عيد المولد النبوي الشريف والعطلة الدراسية البينية، منح دعما كبيرا للقطاع السياحي بالمدينة الحمراء،التي تشهد اقبالا كثيفا من طرف ساكنة مختلف مدن واقاليم المملكة. اقبال استفادت منه مجمل الفنادق المصنفة بمراكش، التي بلغت نسبة الملأ بها سقف ال100 في المائة، مع تحريك عجلة اقتصاديات المدينة، خاصة على مستوى الاسواق والمحلات التجارية . لم تعد الفنادق المصنفة قادرة على استيعاب المزيد من النزلاء،وبالتالي اضطرار ادارتها على توجيه الفائض صوب الفنادق المتواجدة خارج المدار الحضري. الاقبال على مراكش امتدت شباكه لتصطاد كذلك العديد من الفرق الرياضية،التي فضلت الاحتماء باجواء مراكش للاعداد لمرحلة الاياب من البطولة الاحترافية في كرة القدم، فكانت في مقدمة الوافدين فرق المغرب الفاسي،الوداد البيضاوي،اتحاد طنجة،حسنية اكادير،وفريق الجيش الملكي،دون احتساب فعاليات سيباق المارطون الدولي ،الذي احتضنت المدينة فعالياته اول امس الاحد. انعكست وضعية الرواج المذكورة،على حركية السير والجولان، حيث تحولت بعض المدارات والشوارع الرئيسية ،الى جحيم يصعب عبوره واجتيازه دون عيش لحظات انتظار عصيبة،في ظل ارتفاع وثيرة زحمة السير والاختناقات المرورية. كثافة السياح والزوار،وارتفاع وثيرة الاقبال التي اصبحت تعيشها فضاءات المدينة خلال العطل والمناسبات، اصبحت تشكل نقمة على العناصر الامنية،التي تجد نفسها مجبرة على تجرع مرارة العمل ضعف طاقاتها، وبالتالي بات الامر يفرض على الجهات المركزية، مراعاة خصوصية مراكش التي ولجت خانة المدن الدولية، من خلال وضع مقاربة تعزز الاسرة الامنية بشريا ولوجستيكيا، مع وضع خطة تحفيزية تمكن من منح عاصمة النخيل اسباب الامن الضرورية ،بعيدا عن منطق”اقض باللي كاين”. في عز اقبال الزوار على المدينة، تبرز العديد من المظاهر السلبية التي تدخل مراكش دوامة”حتى زين ،ماخطاتو لولة” من قبيل بعض السلوكات المستفزة التي يركب مطيتها بعض حراس المراكن ومواقف السيارات،الذين يفرضون اتاوات ما انزلت بها القوانين من سلطان، حيث يجبر الزائر مثلا عل اداء ازيد من 10 دراهم حال رغبته في ركن سيارته ببعض الفضاءات خاصة بجامع الفنا ومحيطها. بعض سائقو سيارات الاجرة الصغيرة، لا يترددون كذلك في قذف الزبناء بسهام الشطط ،عبر رفض السماح بنقل ازيد من شخص، مع تفضيل قبيلة السياح الاجانب،دون احتساب طبعا الرفض المطلق للتوجه صوب بعض المناطق بعينها بدعوى الاكتظاظ والاختناق على مستوى حركية السير والجولان بها. جيش المتسولين والمشردين، بات يشكل بدوره نقطة سوداء بجبين المدينة، مع ما يستتبع نشاطهم من مضايقات في حق السياح والزوار، فيما مظاهر الترييف التي رمت بها السياسات المتبعة في تدبير الشان المحلي، مختلف زوايا واركان مدينة سبعة رجال ، اصبحت اليوم تشكل جرحا نازفا، يجلل بافرازاته، مختلف انحاء الجسد المراكشي، ويسيء الى جماليته التي منحتها الاغنية الشعبية صفة” وريدة بين النخيل”.