انتهت رحلة حافلة “مراسلة الريف”, التي تؤمن الخط الرابط بين مدينتي بني ملال و الحسيمة, بصورة مأساوية, حوالي الساعة العاشرة من صبيحة يوم السبت الماضي, نصف ساعة بعد مغادرة الحافلة للمحطة الطرقية بخنيفرة,حين انقلبت من عالية إحدى القناطر, و هوت في واحدة من الشعاب التي تخترق الطريق الوطنية رقم ثمانية, عند المدخل الجنوبي لمدينة مريرت, بإقليم خنيفرة, مما أدى إلى مصرع ثمانية أشخاص, على الفور, و جرح خمسة و عشرين شخصا آخرين, حالة اثنين منهم وصفت, مصادر طبية, جراحهما بالبليغة, استدعت إدخالهما إلى غرفة الإنعاش بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة, فيما تواصلت, تحت وابل من الأمطار, عمليات انتشال جثث الضحايا من داخل الهيكل المعدني للحافلة الغارقة وسط المياه و الأوحال, من طرف عناصر الوقاية المدنية بمريرت و خنيفرة. عملية استمرت لساعات طويلة في ظروف شاقة,زاد من صعوبتها انخفاض درجات الحرارة و هبوب رياح قوية. هذا وبينما غادر غالبية الجرحى قاعات العلاج بالمستشفى مباشرة بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية, علمت “الأحداث المغربية” أن المصالح المعنية, فتحت تحقيقات تقنية و قضائية,لمعرفة أسباب الحادث, كما تنص على ذلك مدونة السير, فيما تراوحت شهادات ناجين من المأساة, بين من تحميل المسؤولية إلى التجاوز المعيب و السرعة الكبيرة التي كان يقود بها السائق الحافلة, و بين ربط الحادث بالظروف المناخية.حيث أكد أحد الجرحى, أن الحافلة كانت تسير بسرعة معقولة, و أن سبب الحادث يرجع لانزلاق إطارات العربة بسبب التساقطات المطرية الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة لحظتها. من جهتها وصفت فعاليات محلية في اتصال “بالأحداث المغربية”, الموقع الذي شهد الحادث, بأنه نقطة سوداء لطالما عرف تسجيل حوادث مرورية مماثلة, متسائلة عن السر في التماطل في إصلاح العيب التقني بهذا المقطع الطرقي, و المتمثل قي وجود القنطرة التي هوت من فوقها الحافلة عند منعرج خطير, شكل على الدوام تهديدا خطيرا لسلامة مستعملي الطريق الوطنية رقم ثمانية, التي تعرف حركية كبيرة بحكم ربطها بين شمال و جنوب المملكة.