وأخيرااستفاق الآباء..... نوم الآباء لم يترك الأبناء بدون درس فقط، ولكن جعل نصف مقرراتهم بلا دراسة ولا اطلاع، وسيعبرون إلى صفوف السنة القادمة جاهلين بمضامين ستجعل عملية التدريس في السنة المقبلة بطيئة للبعض ومستحيلة على الآخرين، فماذا سيقول الاباء يوم 27 ماي القادم حين يجتمعون بمنطقة أنفا بالبيضاء. ” كفى من العبث بمصير بناتنا و أبنائنا” هو ذا المضمون الذي حمله بلاغ فيدرالية جمعيات آباء و أمهات وأولياء التلامذة بعمالة الدارالبيضاء أنفا، العبث فهمه الآباء بالرغم من الجرعة التي ضخت لإنقاذ السنة الدراسية الحالية، بإضافة أسبوع للزمن المدرسي ، والذي لا يمكنه «تدارك الفرص الضائعة على المتعلمات والمتعلمين في تحصيلهم الدراسي». غضب الآباء تضمن في البيان استنكارا لهدر الزمن المدرسي بشكل غير مسبوق خلال هذه السنة، وشجب «لاتخاذ التلاميذ رهائن في النزاعات الإجتماعية بين الدولة والفرقاء الإجتماعيين «، وهو خطاب يعكس حقيقة التذمر الذي تعاني منه الأسرة المغربية في مختلف القرى والمدن، بعد سنة انتبه فيها الآباء إلى أن جلوس أبنائهم بالبيت، أصبح القاعدة. ملايين الساعات التي ضاعت خلال هذه السنة بفعل الإحتجاجات والإضرابات المنظمة والعشوائية التي خاضها الأساتذة والمفتشون والأعوان والإداريون، بل والإعتصام الممتد في الزمن والمكان، خلقت تذمرا عاشته الأسر بشكل متقطع، قبل أن تأتي المبادرة من الدارالبيضاء لدق ناقوس الخطر الذي يهدد المدرسة العمومية. المشهد مثير، فالوزير الوصي على القطاع صدح بأعلى صوته في البرلمان محذرا من مؤامرة تحاك ضد المدرسة العمومية، والتقارير التي صدرت عن عدد الساعات التي أهدرت مذهلة، وحديث الآباء عن شواهد طبية تحولت إلى عائق أمام التلاميذ لتلقي منتظم متعددة، بل هناك عشرات المؤسسات التعليمية التي لم يدرس فيها التلاميذ مادة من المواد بسبب المرض المزمن للأستاذ، أوالخروج للتقاعد بالنسبة للبعض الآخر، من دون وجود بديل، كلها نقط سوداء جعلت الوضع يزداد قتامة لمدرسة تحتضن النسبة الساحقة من أبناء المغاربة. خروج الآباء والأولياء يوم الجمعة المقبل سيكون، حسب المنظمين شرارة تتطلب التعبئة والإستعداد لنضال طويل للدفاع عن حق المغاربة في التعليم المناسب، وفرصة لطرح قضية الجودة في المدرسة العمومية، ونفض الغبار عن مؤمرات تحاك من مختلف الأطراف، سواء بوعي أو بدون وعي، لتحويل المدرسة العمومية إلى فضاءات ملء الفراغ. ملايير صرفت لتجهيز المدرسة العمومية لدحض معوق البنيات التحتية، دون أن يتغير في المشهد شيئا، ملايير صرفت من أجل تطبيق إجراآت البرنامج الإستعجالي، واليات الإدماج والرفع من الجودة، دون أن يشعر الآباء بأي تحسن ملموس في تحصيل أبنائهم. الفرصة، بالنسبة لأعضاء فدرالية الآباء والأولياء، إذا مواتية ليرفع رجال التعليم الصادقين الغطاء عن أساتذة تحولوا إلى مقاولين في الساعات الإضافية، وهجروا إلى التعليم الخاص، بحثا عن الربح المادي الإضافي، في حين تحول واجبهم بالأقسام العمومية إلى لحظات استرخاء، لا قلق معرفي، ولا اجتهاد حقيقي للرفع من مستوي التعلم. والفرصة مواتية، بالنسبة لأساتذة غيورين، ليعترف الآباء بمسؤوليتهم، في توفير الأجواء المناسبة للعاملين المخلصين بالمؤسسات التعليمية، كي لا يجدوا أنفسهم في مواجهة تلاميذ ينتمون لمدرسة المشاغبين والمنحرفين، يهددون السلامة الجسدية للمدرسين والمدرسات ، ويحولوهم إلى أهداف للتعنيف اللفظي والجسدي. العلاقة التراتبية في الحق والواجب ستفضح العديد من الممارسات الملتبسة بين المدرسين والمفتشين والمدراء، سيتكلم مخلصون في كل قطاع لينبهوا الآخرين بتقاعسهم عن أداء واجبهم المهني، حتى يظهر جهد المخلصين الأوفياء للواجب، وينجلي كسل الساكنين في ثنايا الإرتباك، لقضاء تقاعد بدأ مبكرا. صرخة الاباء التي ستنطلق من الدارالبيضاء فرصة مواتية لكشف الغطاء عن مسؤولية كل طرف، حتى لا يتهم كل رجال التعليم بخيانة المدرسة العمومية، ويتم التوقف عن وضع الكل في سلة واحدة، وفي نفس الوقت تقطع الطريق على المستفيدين من الخلط، الذين ينتمون لكل النقابات، المتهافتون على كل دعوة صادقة للإحتجاج لتحويلها إلى يوم عطلة مدفوع الأجر، وفي الختام ستكون الوزارة مطالبة بتقديم الحساب، دون التعلل بمعيقات متشابكة لا تسمح لأي مخطط بالنجاح. بكلمة واحدة يريد الآباء أن يقولوا يوم الجمعة القادم. حان وقت الحقيقة لوقف العبث. عبد الكبير اخشيشن