«البيجيدي» مستعد لكل الاحتمالات. فسواء تعلق الأمر بتكوين تحالف حكومي جديد أو الدعوة لانتخابات سابقة لأوانها، فالأمران معا لايخيفان الحزب الذي يقود الحكومة، كما خلصت إلى ذلك قيادات العدالة والتنمية في أول اجتماع للأمانة العامة، بعد مذكرة حميد شباط الأمين العام للاستقلال إلى عبد الإله ابن كيران، فيما هيمنت هذه الأخيرة على النقاش السياسي للاجتماع. فسواء تعلق الأمر بتشكيل تحالف حكومي جديد، أو حتى الدعوة لانتخابات سابقة لأوانها، فإن الأمرين معا لايخيفان الحزب الذي يقود الحكومة، تؤكد مصادر مضطلعة من داخل العدالة والتنمية، محذرة في اتصال مع «الأحداث المغربية» إلى «أن تمادي حميد شباط في تصلبه لفرض أجندته على أحزاب الأغلبية، سيفضي بهذه الأخيرة إلى الباب المسدود.. و ساعتها فليتحمل كل مسؤوليته فيما يخص استقرار البلد». رغم أن المذكرة، تتضمن بعض المضامين الإيجابية، التي تفاعل معها إخوان ابن كيران من منطلق أن «الحكمة ضالة المؤمن..»، على حد قول المصادر، فإنهم يتحفظون على مضامين أخرى، تعود بالأغلبية إلى مربع الصفر. فالأمر يتعدى إعادة كتابة ميثاق الأغلبية أو إجراء تعديل حكومي، ذلك أن أعضاء الأمانة العامة للعدالة والتنمية قرأوا في ثنايا المذكرة دعوة إلى إلى إعادة النظر في في البرنامج الحكومي، و إعادة تشكيل الحكومة، يستسرسل القيادي موضحا أن شباط عندما ينتقد الإجراءات التي تعتزمها الحكومة لإصلاح نظام المقاصة أو عندما ينتقد الزيادة في المحروقات، فإنه في الواقع يهاجم البرنامج الحكومي وهذا لايليق بزعيم حزب مشارك في الائتلاف الحكومي، يندد المصدر. «على أي كحزب عدالة وتنمية لسنا معنيين بالرد على المذكرة».يؤكد المصدر القيادي، مشيرا إلى أن شباط حدد صفة من أرسل إليه المذكرة. فعندما يخاطب هذا الأخير ابن كيران ب«رئيس التحالف الحكومي»، فهو يعرف ما يقول، لذلك عليه البتحث عن الرد عند أحزاب ككل وليس عند العدالة والتنمية، يرد القيادي، مضيفا أنهم في الأمانة العامة، يعترضون على سلوك شباط، الذي قام بتعميم تفاصيل المذكرة قبل رئيس الحكومة وقبل أحزاب الأغلبية، وهو السلوك الذي لايليق «سياسيا» بزعيم حزب مشارك في التحالف، الذي كان عليه المرور عبر القنوات الرسمية وعرض اقتراحاته في اجتماعات الأغلبية، ترتفع النبرة الصوتية للمصدر. رغم حرص القيادي على التأكيد أن القيادات لم تغص كثيرا في تفاصيل المذكرة، بالنظر إلى أن مواضيع حزبية وتنظيمية داخلية كانت مبرمجة في اللقاء، فإن ذلك لم يمنع دون التطرق إلى مطلب التعديل الحكومي، حيث أكد المصدر بهذا الخصوص، أنه لا الأمين العام ولا أعضاء الأمانة العامة للحزب، لايجدون مبررات لذلك في الوقت الحالي. فحسب المصادر، عبر ابن كيران لقيادات الحزب عن رضاه التام على أداء وزراء حكومته، بما في ذلك وزراء حزب الاستقلال الذي يقوده حميد شباط، لذلك ليس هناك ضرورة منطقية يسوغ إحداث تعديل في حكومة يسودها الانسجام. «لكن على أية حال، كل شئ قابل للنقاش.. فقط لو يكف شباط عن المزايدات الإعلامية ويحتكم إلى منطق الأشياء، بضرورة تمرير الرسائل عبر قنواتها الرسمية» يختتم القيادي الممتعض.