تواصل أسعار الخضر ارتفاعها بالأسواق على بعد أيام فقط من حلول السنة الميلادية الجديدة. لم تكن مستوياتها لترضي فاطمة ومعها مليكة ونساء أخريات، ارتسمت على محياهن صبيحة أمس الجمعة بإحدى أسواق منطقة الفداء، علامات الإستياء العاكسة لتدمرهن من بلوغ أثمنة منتوجات الخضر الأساسية في إعداد طبق “الكسكس”، لحدود قياسية. الجزر، اللفت، الكرعة، البصل، البطاطس، الفول… خضر لم تكن أسعارها رحيمة بالقدرة الشرائية لهؤلاء النسوة، والحال ينطبق على الأسر ذات الدخل المحدود التي وجدت نفسها هذه الأيام مرغمة على دفع سعر بقيمة 7 دراهم كمقابل عن اقتناء كل كيلوغرام واحد من هذه المنتوجات، في الوقت الذي أجبرت فيه على دفع ثمن يتجاوز عشرة دراهم، إن هي أرادت الحصول على كيلو من بعض أصناف الخضر الأخرى من قبيل الطماطم والجلبان واللوبيا . ما السبب؟ سؤال طرحته فاطمة بحيرة، على بائع الخضر بالتقسيط، فرد عليها مستفهما: “الخضرة قليلة فالمارشي أللا! وتا احنا راه كا نشريوها بالغلا!”. إجابة ما كانت لتشفي غليل فاطمة ومثيلاتها، وهو ما دفعنا إلى ربط الإتصال بمدير سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء لاستفساره في الأمر، حيث أفادنا بأن موجة الغلاء المستشرى حاليا في أثمنة بعض منتوجات الخضر، مرده قساوة الظرفية المناخية التي تؤثر سلبا على مزروعات هذه الخضر وتتسبب بشكل تلقائي في ارتفاع الأسعار، “وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الفترة من كل سنة” يؤكد محمد السبكي في اتصال هاتفي بالجريدة. مدير سوق الجملة للخضر والفواكه أكد بأن برودة الطقس وظاهرة الجريحة، كان لها تأثير مباشر في إضعاف محاصيل المساحات العارية المزروعة بالخضر، في الوقت الذي لم تكن فيه إنتاجية المساحات المغطاة، المحمية من تأثيرات مساوئ المناخ، بالحجم الكافي لسد الخصاص، وذلك لاعتبارات ترتبط في نظره بقلة هذه المساحات وانحصارها في بعض المناطق كالغرب واشتوكة والجنوب، يقول السبكي متحدثا بشكل خاص عن منتوج الطماطم الذي قال بأن مبررات ارتفاع أسعاره بالأسواق لا تعود فقط لضعف العرض الناتج عن إكراهات الظرفية المناخية، وإنما أيضا لخضوع هذا المنتوج لعمليات تصدير موجهة نحو السوق الأوروبي، وكذلك نحو إفريقيا وخاصة موريتانيا والسينغال، يوضح مسؤول سوق الجملة. واقع لم يحجب نبرة التفاؤل عن صوت محمد السبكي عندما أكد بأن مستويات الأسعار ستشهد انخفاضات ملموسة مع مطلع العام الجديد، مستفيدة في ذلك، على حد تعبيره، من قدوم منتوجات الخضر الشتوية مع حلول شهر يناير، وهو ما من شأنه تعزيز العرض بسوق الجملة الذي تلجه حاليا شاحنات يزيد متوسطها عن 500 شاحنة في اليوم، محملة بمختلف أصناف الخضر والفواكه