كحبات العنقود هي الخلايا الإرهابية. لم تمر غير أسابيع على تفكيك خلية إرهابية حتى أعلنت وزارة الداخلية أمس عن تفكيك خلية جديدة تنشط في مجال استقطاب الشباب للإلتحاق بمعسكرات التدريب لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وزارة الداخلية قالت أمس في بلاغ لها إن «مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تمكنت من تفكيك خلية تنشط في مجال استقطاب وتجنيد شباب من أجل الالتحاق بمعاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر». الخلية المفككة حسب نفس البلاغ تتكون من ستة أقراد ينحدرون من فاس لوحدها، مضيفا أنهم متشبعين ب «الفكر الجهادي». التحريات الأرولية للمصالح الأمنية المذكورة تقول كما أورد البلاغ «أن هذه الخلية قامت بتجنيد هؤلاء المتطوعين وذلك بتنسيق مع أحد عناصرها المتطرفة الذي ينشط بالجزائر من أجل تسهيل عملية تسللهم إلى الجزائر عبر الحدود المغربية الجزائرية قبل إلحاقهم بمعسكرات التنظيم الإرهابي السالف الذكر». لم يكشف البلاغ عن هويات المعتقلين الجدد، لكنه قال إنه «يوجد من بين أعضاء هذه الخلية معتقل سابق في إطار قانون مكافحة الإرهاب تم ترحيله سنة 2005 انطلاقا من الجزائر بعد محاولته الالتحاق بمعسكرات ما كان يسمى سابقا ب«الجماعة السلفية للدعوة والقتال» والتي غيرت إسمها لاحقا إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بعد إعلان انضمامها إلى تنظيم «القاعدة»». قبل أن تعلن وزارة الداخلية عن تفكيك الخلية ووضعهم رهن الحراسة النمظرية تحت إشراف النيابة العامة، كشف مصدر مقرب من السلفيين أن أعضاءا لهم بفاس تم اعتقالهم ومن بينهم المدعو خالد لحميدي مسؤول لجنة الشعارات بفرع فاس لما يسمى «الجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين » والذي ألقي عليه القبض أول أمس الإثنين بعد خروجه من المسجد بعد أداء صلاة العشاء من طرف أشخاص كانوا على متن سيارات رباعية الدفع سوداء ». ومن بين المعتقلين كذلك حسب المصدر ذاته المدعو «زكرياء الزهور» و المدعو « رضوان أجروش» عضو لجنة الشعارات لفرع فاس لنفس الجنة المشتركة وعبد الإله الرضواني عضو نفس اللجنة التنظيمية. فيما لا يزال البحث جاريا عن أشخاص آخرين بالمنطقة قد يكونوا على علاقة عناصر الخلية المفككة من بينهم ، حسب مصادر من المنطقة» شخص أجنبي. تنامي الخطر الإرهابي الذي يهدد التراب الوطني تنامى في الأشهر الأخيرة، ذلك ما كشف عنه توالي تفكيك الخلايا الإرهابية طيلة السنة الجارية. وقد حذرت دراسة أمنية صدرت عن المركز الأوروبي لرصد الجريمة المنظمة، من تزايد نفوذ الجماعات السلفية الجهادية في المنطقة وتوالي التحاق المقاتلين الجدد بمعسكراتها في أزواد وليبيا والذين ينتمون لجنسيات 11 دولة هي الجزائر وليبيا ومصر والمغرب وتونس وموريتانيا ومالي والنيجر والسينغال ونيجيريا وبوركينا فاسو . ولم يخف المركز الأوروبي لرصد الجريمة المنظمة المقرب من مراكز بحث تابعة للحكومة الأمريكية، قلقه من امتداد النشاط الإرهابي قريبا من منطقة الساحل إلى البر الأوروبي، مشيرا إلى تزايد عدد الذين يحصلون على دورات تدريبية في الأعمال الإرهابية في معسكرات تنظيم القاعدة في إقليم أزواد التي باتت، حسب المركز، أشد خطرا على الأمن الأوروبي من معسكرات القاعدة في أفغانستان. وقالت دراسة صدرت في شهر نونببر الماضي عن المركز الأوروبي لرصد الجريمة المنظمة المقرب من مؤسسة «راند» للدراسات الدفاعية الأمريكية الكائن مقره في العاصمة البريطانية لندن، إن دولا مثل ليبيا وموريتانيا والنيجر مرشحة للانهيار أو لفقدان السيطرة على أراضيها لصالح جماعات جهادية متشددة، ما سيؤدي حسب المركز إلى تدهور الأوضاع في مناطق جديدة من القارة الإفريقية التي ستنتقل إليها عدوى الفوضى التي ينشرها أتباع الفكر السلفي الجهادي المتشدد. وقالت الدراسة إن عدد المقاتلين المتشبعين بالفكر السلفي الجهادي في شمال إفريقيا وخاصة في مناطق الساحل سيتضاعف بشكل مخيف مع حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا وشمال مالي'. ويتراوح عدد عناصر تنظيم القاعدة والجماعات المقربة منه في شمال إفريقيا والساحل بين 8 آلاف و14 ألف شخص أغلبهم في إقليم أزواد وليبيا، ومن المرجح أن يتضاعف الرقم في غضون سنة أو سنتين إذا لم تحل مشكلة أزواد، وتسيطر الحكومة المركزية في ليبيا على الوضع الميداني خاصة في الجنوب. إعداد :أوسي موح لحسن