الدارالبيضاء، عشية انطلاق الترامواي، كانت تعيش على إيقاع آخر الترتيبات : جلبة في كل الفضاءات والأماكن، التي سيمر منها الترام، وحركة تنظيف في الشوارع، التي قد يمر بها جلالة الملك محمد السادس، الذي أعطى الانطلاقة الرسمية الأربعاء 12 دجنبر الجاري لوسيلة نقل انتظرها البيضاويون، والعهدة على الأخبار الصحافية المتواترة، منذ 30سنة الآن ! محج باريس، على سبيل المثال، كان يوم الثلاثاء الماضي، ومنذ الصبيحة على موعد مع يد عاملة من السن الثالث. مستخدمون تابعون للإنعاش الوطني لمقاطعات أنفا، تم توزيعهم بالعشرات على طول الشارع. مستخدمون غالبهم تعدوا الستين من العمر، كانوا بالكاد يقوون على الحركة، لكن مهماتهم عديدة وكثيرة وملحة بالنظر إلى أن عملية إطلاق الترام دخلت العد العكسي.. تشذيب أشجار الشارع.. كنس ممراته وطرقاته.. تبييض بعض واجهاته.. صباغة أعمدة الإضاءة باللون الأزرق.. رفع الأعلام.. الشارع يتجمل شأنه في ذلك شأن شوارع أخرى تجملت مثلما تتجمل عروس ليلة زفافها. محج باريس تجمل فقط من أجل مرور ملكي محتمل.. أما باقي الشوارع، التي تحتضن سكك الترام، فإنها قبلت بأن تبدل الكثير من ملامحها لأجل عيون الترامواي، وهي استأنست بالوسيلة الحمراء اللون منذ أسابيع الآن مع انطلاق الرحلات التجريبية للترام. ترام البيضاء، كان حاضرا أيضا في الصحافة الأجنبية، الفرنسية على وجه التحديد، إذ خصص له الموقع الإلكتروني ليومية “لوفيغارو” مقالا حول انطلاقه الفعلي. الجريدة الفرنسية اهتمت بهذا “الحدث” المغربي لأن رئيس وزراء بلدها، جان مارك إيرو، حضر مراسيم التدشين رفقة جلالة الملك محمد السادس، على اعتبار أن بلد الأنوار ساهمت في المشروع، من خلال إشراف الشركتين الفرنسيتين “ألستوم” و”إر أ تي بي” على مشروع ترامواي البيضاء. المقال الإلكتروني، لفت إلى أن المدينة اكتسبت “حسنا” بفضل الترام، الذي يمتد على مسافة 31 كلم مزودة ب48 محطة، ويشق المدينة شرقا وغربا. واجهات العمارات الجميلة، ذات النمط المعماري الآرت ديكو، وأيضا الأحياء الشعبية تم تزيينها وتببيضها وتعبيد طرقاتها وترميم ساحاتها.. كل هذا من أجل الترام، وسيلة نقل البيضاويين الجديدة.