«حاميها حراميها». مثل مصري طبقه حارس ليلي مغربي بطريقته الخاصة. حاول تقليد دور لص ذكي في فيلم حركي حول العصابات. الفكرة بدت له جهنمية وقابلة للتحقيق، لكن الخطة كانت غبية خلال مراحل تنفيذها. اللقطة الأولى من الشريط الردئ ل«العساس»، ابتدأت من موقع عمله بأحد أسواق حي أناسي بالبرنوصي. انقلت من حارس لمجموعة من المحلات التجارية إلى زعيم عصابة للسرقات. استعان بثلاثة شبان من أبناء الحي لتنفيذ عملية سطو تحت جنح الظلام. اختار توقيتا متأخرا من ليلة الإثنين الماضي لسرقة متجر للمجوهرات. تمت العملية في بادئ الأمر بنجاح، تمكنت خلالها كتيبة اللصوص من تكسير أقفال الباب الحديدي بواسطة آلات قاطعة. تسلل مؤلف القصة ومخرجها إلى داخل المحل. بقيت الأشباح الثلاث تراقب أجواء الزقاق الغارق في سكون الفجر. بعد لحظة من الترقب غادر المقتحم المحل ليخبر شركائه أنه لم يعثر على أي غنيمة. ادعى أن العملية باءت بالفشل نظرا لوجود الذهب المستهدف في خزنة مصفحة. اللقطة الثانية انتقل فيها الحارس الليلي إلى الخطة حرف باء. اتفق مع أفراد عصابته على سيناريو وهمي لإبعاد الشبهة عنه. طلب منهم أن يكبلوا يديه من الخلف، ويكمموا فمه بوشاح، ويتركوا آثار اعتداء على جسده. في أولى تباشير الصباح عثر بعض المارة على «العساس» في حالة مرثية. بلغوا الشرطة بواقعة السرقة الليلية على محل المجوهرات. انتقلت على الفور عناصر فرقة الأبحاث والتدخلات بأمن البرنوصي إلى مسرح الجريمة. عاينوا المكان المعرض للسطو وأخذوا بعض البصمات. استجوبوا «الضحية الوهمية» داخل مقر الشرطة القضائية. حاصره المحققون بسيل من الأسئلة ليبدو عليه ارتباك وتلعثم في سرد روايته. قال لمستجوبيه أنه تعرض إلى هجوم من طرف أشخاص مجهولين، باغثوه بأداة «كريموجين» مما أفقده وعيه، ثم كبلوه وكمموا فمه. عرضته الشرطة على الطب الشرعي لتتأكد بالدليل والحجة العلمية أن لا وجود لمادة كيماوية على جسم المعتدى عليه. هذه القرينة جعلت المشتبه به الأول يعترف بتفاصيل عملية السطو على محل المجوهرات. حكى كيف خطط للسرقة وخداع شركائه، بعد ادعائه لهم أنه لم يعثر على أي شيء. اعترف أنه دس بعض الحلي الذهبية في جيبه للاحتفاظ بها لنفسه. اعترفات الحارس الليلي أنهت هذا «الفيلم الهندي» بآخر لقطة، بعد أن اعتقلت الشركاء الثلاث في منتصف نهار أول أمس الإثنين. حققت معهم لتتطابق رواية الجميع حول طريقة السرقة الفاشلة وأبطالها الخائبين.