رأى النور في قلعة السراغنة سنة 1963 وهاجر مع عائلته إلى الرباط حيث تربى وترعرع في حي «العكاري». شارك في العديد من المسرحيات والأعمال السينمائية والدرامية الناجحة مثل مسلسل «جنان الكرمة» وفيلم «سميرة في الضيعة» وفيلم «طريق لعيالات» إنه الفنان محمد خيي الذي حظي مؤخرا بالتكريم عن دوره في فيلم «أندرومان» بمدينة روتردام الهولندية. بالرغم من الشهرة الواسعة التي اكتسبها، مازال العديد من الجهور المتابع لأعماله الفنية يجهل بالجوانب الخفية من حياته، خاصة تلك المرتبطة بعلاقته بأفراد أسرته، تفاصيل خاصة لم يتردد الفنان المغربي في تقاسمها مع القراء في السطور الآتية. يبدأ يوم الفنان محمد خيي باكرا في كل الأحوال، خاصة إذا كان مرتبطا بأعمال فنية جديدة، حيث يحرص مباشرة بعد تناول وجبة الفطور على قراءة سيناريو العمل والبحث في أبعاد الشخصية. «أتدرب حاليا على مسرحية جديدة، لذلك فإن المجهود يكون مضاعفا مع اقتراب توقيت العرض» يؤكد محمد خيي، الذي لا يتوقف عن التفكير في النص وطريقة الآداء على المسرح بالإضافة إلى ردود الأفعال حول الشخصية التي يجسدها والشخصيات التي ترافقها. يصف محمد خيي علاقته بأفراد أسرته بالجيدة جدا والمميزة، فهو يعتبر أن الحياة الاستقرار التي يعيشها بين زوجته وإبنتيه هي التي تشجعه على العطاء وتضمن له الشعور بالارتياح في كل خطوة يقدم عليها خاصة على الصعيد المهني. على عكس شخصية الأب الصارم التي يجسدها في فيلمه الأخير «أندرومان» الذي حظي من خلاله بالتكريم في مدينة روتردام الهولندية، بعدما حصل الفيلم على عدة جوائز وطنية، يؤكد الفنان محمد خيي أن شخصيته الحقيقية بعيدة كل البعد عن شخصية الأب الصارم و«الديكتاتور»، فالعلاقة التي تجمعه بابنتيه علاقة صداقة وحب متبادل، لأنهما يحظيان بالأولوية في حياته، ويحاول قدر الإمكان أن يخلق لهما الجو المثالي لكي ينجحا في دراستهما مثلما يوفران له الراحة والاستقرار ليستطيع مواصلة عطائه في المجال الفني. «المسرح يعلم الممثل العديد من الأشياء، أهمها كيفية التعامل مع الآخرين، خاصة أفراد الأسرة»، يقول محمد خيي، الذي يرى أن الفنان حساس بطبعه، لذلك فهو يشعر بمعاناة الآخرين، وبالأمور التي تزعجهم، لذلك فهو يحرص دوما على تجنب الأمور التي من شأنها أن تسبب الإزعاج لأسرته الصغيرة، لأن يحب أن يرى البسمة مرتسمة على شفاه زوجته وابنتيه وأن يشعرهن بالارتياح والطمأنينة. بالنسبة إلى علاقته بالمطبخ تتعدى حدود المتذوق، لأنه يتفنن في تحضير العديد من الأطباق التي تنال إعجاب أفراد أسرته، في مقدمتها البيض بكل أشكاله، الذي لا يحلو لابنتيه تناوله إلا من يديه، بالإضافة إلى «الطاجين» الذي أصبح مشهورا بين زملائه في الفن بإتقانه له. يستحضر محمد خيي بكثير من السعادة ذكريات مسرح الشمس مع زملائه الذين شاركوه بطولة مسرحية «بوحفنة»، حيث جمع بينهم سكن واحد بمسرح مولاي رشيد خلال التدريبات على المسرحية، وهناك كانوا يتنافسون في إعداد أفضل «الطواجن»، وتمكن من إثبات قدراته في مجال الطبخ، بعد منافسة محتدمة مع الفنان بنعيسى الجيراري المشهور بدوره بإتقانه ل«الطاجين». يتصدر «الكسكس» لائحة الأطباق المفضلة لدى محمد خيي يليه «الكرعين» و«الطاجين» المغربي، لأنه ببساطة من عشاق النكهة واللمسة البلدية في الطعام كما في اللباس، حيث يعشق الزي التقليدي الأصيل كالجلباب و«الكندورا» اللذين يرتديهما في البيت وفي المناسبات على وجه الخصوص. «مكيعجبنيش النفاق والغش في العمل»، يقول محمد خيي، مؤكدا أن من أكثر التصرفات والأمور التي تزعجه في الحياة صفة النفاق، التي يرى أنها صارت مهيمنة للأسف بشكل كبير على العلاقات الإنسانية، بالإضافة إلى الغش الذي يمارسه العديد من الناس في عملهم، لأنه من الأشخاص الذين يتفانون في عملهم، ويحترم الشخص الذي يقدس عمله وينغمس فيه بروحه وقلبه. شادية وغزو