اختار الإعلامي وائل الأبراشي ضمن حلقة برنامج «العاشرة مساء» الذي تبثه قناة «دريم 2» المصرية مساء الأربعاء الماضي ، الاحتفاء بالفيلم السينمائي «ما بعد الموقعة» من خلال استضافة مخرجه يسري نصر الله وبعض أبطاله من بينهم منة شلبي وباسم سمرة.. يسري نصر الله: الثورة حدث قوي لا يحتاج تمجيدا ولا تشويها من أحد استفسر الإعلامي وائل الأبراشي في بداية حلقة «العاشرة مساء» المخرج يسري نصر الله عن تقييمه لكيفية تعامل البعض مع فيلمه على أساس أنه مقالة سياسية، فيما اعتبر آخرون أنه يرد على الثورة في الوقت الذي نظر آخرون أنه يشوهها..وهو ما أجاب عنه يسري بقوله «إن الفيلم يجمع بين ما هو تسجيلي وتوثيقي، وهو لا يتضمن لا تمجيدا للثورة ولاتشويها لها، لأن الثورة حدث قوي عشناه جميعا على مستوى مصر وليس بحاجة إلى إنصاف من أي كان.. نحن جميعا عشنا نشوة 18 يوما، واجهتنا بعدها مشاكل عديدة فيما يتعلق بتحقيقنا لمطالب الثورة التي تتلخص في: عيش وحرية وكرامة إنسانية». وعن سبب تفكيره في التطرق إلى قضية أهالي منطقة نزلة السمان، قال يسري نصر الله «إنه عندما فكرت في الفيلم طرحت على نفسي أسئلة تتعلق بفئة من البدو، تعرضت للاضطهاد من قبل الحكومة، كما تعرضت لمحاولات عديدة لطردها من نزلة السمان بعد بناء صور لعزل هؤلاء السكان عن منطقة الهرم التي تشكل مورد رزق بالنسبة إليهم ولأسرهم وأبنائهم».. ويستأنف يسرى نصر الله حديثه عن أهالي نزلة السمان «إنه من المفروض أن يكون هؤلاء مشاركين معنا في ثورة 25 يناير، والسؤال المطرورح هنا لماذا تم استغلالهم ضد الثورة بل وتواطؤهم ضدها من خلال الاستخدام الإعلامي لواقعة الجمل على أساس أنها هي الثورة، حيث المشكل في هاته الصورة الضخمة تضمنها لوجوه واضحة الملامح أشير إليها بأنها تناهض الثورة، فيما أن هناك العديدين ممن تآمروا عليها وملامحهم غير معروفة».. أما قصة فيلمه الجديد «ما بعد الموقعة»، فتدور حسب يسري نصر الله حول كيفية استعادة شاب لكرامته التي فقدها طيلة عمره، حيث يقول «بطلي الشاب ليس ممثلا عن نزلة السمان والشابة لا تعتبر ممثلة للثورة.. فالشخصيات في الفيلم تعبر عن نماذج من الشخصيات الموجودة في المجتمع المصري، كما تعبر عن معاناة الشعب المصري الذي يمكن أن يقال عنه مستقبلا، كما يقال حاليا عن نزلة السمان بأنه جاهل وتائه..والتضليل الذي حصل بالنسبة لخيالة نزلة السمان شبيه إلى كبير بالتضليل الحاصل للشعب المصري على امتداد سنوات طوال».. لم يغفل وائل الأبراشي التطرق إلى مشاركة فيلم «ما بعد الواقعة» في احتفالية «كان» السينمائية، حيث طالب من المخرج يسري نصر الله الرد على كون العمل اختير للعرض في هذا المهرجان الفني العريق لأسباب عاطفية وسياسية، قائلا في هذا الصدد «يتقدم للمشاركة في مهرجان «كان» أكثر من 4000 فيلم سينمائي، يختار منها في النهاية 22 فقط، بعد دراسة متأنية لكل الترشيحات السينمائية من قبل لجنة مستقلة تضم في عضويتها أسماء فنية كبيرة في المجال.. ربما تتدخل وتتحكم عوامل أخرى في تتويج الأفلام ومنحها جوائز المهرجان، أما الاختيار للمسابقة الرسمية فهو يتم بمنتهى الموضوعية وبناء على جودتها الفنية ».. وفي اتجاه اخر، أثار وائل الأبراشي نقطة متعلقة بالوصابة المفروضة حاليا على الفن من قبل التيار المحافظ حيث طالب في هذا الخصوص بإلغاء الرقابة على السيناريو معتبرا إياها رقابة على الفكر».. ورغم ذلك يقول « صحيح أن هناك وصاية دينية وسياسية، نستأنف في ظلها الصراع الذي بدأناه منذ سنوات السبعينيات».. منة شلبي: الفيلم يتكلم عن إنسان من الوارد خطأه كما صوابه قبل أن تتطرق الممثلة منة شلبي عن مشاركتها ودورها البطولي في فيلم «ما عبد الواقعة»، دافعت عن مهنتها بشدة موضحة في هذا السياق «أنها تستوعب ألا يقتنع أحد بأدائها وطريقة تشخيصها، في الوقت الذي لا تفهم كيف يقلل آخر من قدر وقيمة التمثيل معتبرا إياها مهنة تافهة.. تقول «مهنة التمثيل ليست تافهة، تتطلب جهدا بدنيا وفكريا ونفسيا واشتغالا كبيرا». أما عن ردها عما كتب بخصوص انتقاد مشهدها الساخن في فيلم يسري نصر الله، قالت منة شلبي بهذا الخصوص «الفيلم يتكلم عن الإنسان الذي لا يعتبر ملاكا من الوارد أن يخطئ كما من الوارد أن يصيب. كما أني في هذا العمل لست سفيرة للثورة، بل شخصية شابة تأثرت بهذا الحدث وشعرت لفترة أن كل الفواصل والحواجز بين الفئات والطبقات ذابت في ميدان التحرير، حيث وجد المتظاهرون الذين ينتمون إلى فئات عديدة وطبقات اجتماعية وديانات مختلفة.. هاته الشابة بقيت منتشية بهذا الشعور الذي انتابها على امتداد 18 يوما، مما جعلها ترتبط في علاقة مع شاب خيال ينتمي إلى نزلة السمان بعد تعرضه أمامها للذل والمهانة. تعيش هاته الشابة مفارقات عديدة وجميلة في الآن ذاته، تجعلها تعيش هاته الرابطة مع «محمود» ابن نزلة السمان الذي يحرص على التعامل بشكل خاص جدا مع الخيول، في الوقت الذي يحظى بتعامل مذل من قبل الآخرين.. تلك كانت مفارقة جميلة أظهرها المخرج يسري نصر الله بطريقة جميلة جدا من خلال الأحداث».. لم تنكر منة شلبي أن المشهد الحميمي والقبلة التي جمعتها في الفيلم بالممثل باسم سمره صادم، قائلة «المشهد يوضح علاقة إنسانية بين طرفين، ويعكس ضعفا إنسانيا وموقفا غير منطقي عاشته البطلة حينها على غرار مئات المواقف التي يعيشها الإنسان في حياته، والتي لا تكون خاضعة لأي حسابات أو منطق معين.. فالشخصية التي جسدتها في الفيلم، هي لناشطة حقوقية هي في النهاية إنسان من الممكن أن يخطئ كما من الممكن أن يصيب، رغم أن الشابة التي جسدتها في العمل تدرك في النهاية أنها اقترفت مصيبة بسبب علاقتها بابن نزلة السمان. لكنها لحظتها لم تجد القدرة على مقاومة نشوة ميدان التحرير، حيث اختفت كل الفوارق بين الديانات و الطبقات والأجناس».. وفي ختام حديثها عن مشاركتها في فيلم «ما بعد الواقعة»، وصفتها منة شلبي بقولها «إنها تجربة لها خصوصيتها، تتضمن متعة وحلاوة وعفوية».. باسم سمرة: دوري في الفيلم من أصعب الشخصيات التي جسدتها في حياتي بطل فيلم «ما بعد الواقعة» باسم سمرة أكد من جهته «أن الشخصية التي تقمصتها في الفيلم من أصعب الشخصيات التي أديتها في حياتي»، لاعتبار شرحه بقوله «الشخصية صعبة لأنها ترتبط بفئتين يصعب التحكم فيهما، الأطفال والحيوانات..وهي تحكي عن الشاب «محمود» المهمش الذي نزل إلى ميدان التحرير للقمة العيش بناء على فكره البسيط، حيث نزل هناك للاعتداء على الثوار اعتقادا منه بأنه يساهم في هدم الحائط الفاصل بين نزلة السمان ومنطقة الهرم….وهناك سيتعرض «محمود» في موقعة الجمل للإصابة وللضرب في نهاية الأحداث، حين سيفهم مجرى الأحداث وواقع حال ميدان التحرير والوضع العام في بلده».. وحتى يقترب أكثر من دور «محمود» في فيلم «ما بعد الواقعة، فإن باسم سمرة ذكر أنه عاش مع أهل نزلة السمان لفترة معنية، مؤكدا على أنه يعرف العديد منهم ويرتبط معهم في صداقات، مشيرا إلى حبه الشديد للخيول».. أما فيما يتعلق بالرد على الإعلامي وائل الأبراشي في ما يتعلق باحتفاء مهرجان «كان» السينمائي بفيلم «ما بعد الواقعة» وطاقمه، ووصفه بالسياسي، أوضح الممثل باسم سمرة بهذا الخصوص «احتفي بنا وبفيلمنا بشكل حقيقي في مهرجان «كان»، لأن عرض قضيتنا ونقلها للغرب بشكل بسيط بمختلف جوانبها الاجتماعية والإنسانية، خصوصا أن العمل يتكلم عن الفرد».. إكرام زايد