أمطار غزيرة عرفتها مدينة بني ملال ليلة الثلاثاء والأربعاء الماضيين لم تشهد مثلها المنطقة منذ سنوات، سواء من حيث المدة الزمنية التي استغرقتها أو من حيث كميتها، حيث ظلت تتهاطل الليل كله، كما أن المياه استطاعت شق سقوف المنازل . بل هناك بيوت تسرب إليها الماء من السطوح، خاصة في الأحياء الشعبية كمغيلة 1و2والحربونية، والأحياء الشعبية داخل المدينة، كالإنعاش وقصر غزافات وبولكرون والشهداء والنخيلة 1و2 والمسيرة ، بحث كانت الساكنة بهذه الأحياء تعيش على الرعب والانتظار، خصوصا، وأن هناك نشرة إنذارية استباقية للأرصاد الجوية، لم تدرج فيها بني ملال ليلة الثلاثاء الفارط، ضمن المدن المعلن عنها التي تهاطلت عليها تساقطات بكمية كبيرة. وبالرغم من المشروع الكبير للصرف الصحي، الذي قارب على الانتهاء ، فلم يحل المشكل الذي ظل لسنوات، لأن قنوات الصرف الصحي للمدينة بكاملها، ذات 163ألف نسمة، تصب في نفس الأحياء السالفة الذكر، وتتوسطها، بالرغم من هذا المشروع الذي أنجز والذي قيل إنه سيخفض من الأضرار، التي ظلت تلحق بالساكنة فترات الأمطار، وتحول هذه الأحياء إلى مناطق معزولة بفعل سيول الواد الحار ومايخلف ذلك من أمراض الحساسية والجلد والعيون. وليلة الثلاثاء الأخير، حضر مجموعة من سكان حي الأميرة لالة عائشة عند مدخل الحي لمناقشة كيفية الاحتجاج على هذه الوضعية، خاصة وأن المكان يعتبر الممر الوحيد للساكنة والأطفال إلى المدرسة . ويعاني حي الأميرة لالة عائشة المعروف بحي الإنعاش، من هشاشة شبكة الواد الحار، حيث أصبحت المياه تتسرب إلى جدران المنازل. وغير بعيد عن هذا الحي، حاصر الفيضان حي النخيلة، ما أدى إلىأن أضحت أربعة منازل مهددة بالسقوط جراء الأمطار. أما واد سابك، فقد أغلق كالعادة الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين فاس ومراكش عند نقطة الحربونية، وفاض على معهد التكنولوجيا للاتصالات والمختبر العمومي وإحدى الضيعات، وامتلأت جنبات الطريق بالأوحال . وسدت قنطرة واد فوغال عند نقطة طريق الخمسين بالأوحال والترسبات لعدم تنقية الساقية وصيانتها، ما أدى إلى فيضانها على الدور المجاورة والشارع وعرقلة حركة المرور، فتدخلت جرافة البلدية وقامت بتسريحها بعدما عانى السكان . وتوجد معظم طرق المدينة في وضعية هشاشة، خاصة من حيث الحفر الكبيرة التي تكسوها وغياب بالوعات الصرف الصحي في غالبيتها، مايجعل مياه التساقطات تظل متجمعة لوقت طويل معرقلة السير . ومن جهة أخرى، بعد أن استبشر السكان انطلاق أشغال إصلاح شوارع وأزقة المدينة، يخيب أملهم بتوقيف هذه الأشغال في العديد من الأحياء، حيث إن عدة أزقة بأحياء كاسطور، العامرية 1و2، الأدارسة، جزء من شارع محمد الخامس، حي الأطلس وبعض أحياء الضاحية، توقفت فيها أشغال التعبيد منذ شهر مارس المنصرم . فبعد تسوية الأرضية ودكها ثم تعبئتها بالحصى توقف العمل وغادرت الآليات كل هذه الأزقة و الأحياء، وبقي السكان ينتظرون شاحنات الزفت لاستكمال الإصلاح لكن انتظارهم طال . فحلت أمطار الخريف، التي حولت الأزقة والشوارع إلى مستنقعات من المياه و الوحل . كما أن بعض الأزقة قلعت جوانبها ولم تعد لها ملامح . فعادت المعاناة للسكان ووسائل النقل. ويدخل مشروع إصلاح شوارع وأزقة بني ملال، في إطار برنامج شامل لتأهيل المدينة، رصدت له وزارة الداخلية بعد الزيارة الأخيرة للملك إلى المنطقة ميزانية قدرها 108 ملايير سنتيم . انطلق تنفيذه منذ سنة 2009، لكنه توقف في إصلاح الشوارع والأزقة فقط، رغم أنه يتضمن إصلاحات واسعة وتهيئات تهم جمالية المدينة بمساحاتها الخضراء وتكتلاتها السكنية ومحيطها.