قالت لزميلتها في العمل، أنها ترفص ربط كلمة «يأس» بسنها الحالي. هذه المحاسبة بشركة خاصة، أعتبر أثناء «دردشة» نسائية حول موضوع «المونوبوز»، أن مصطلح «سن اليأس» يعد «سبة» في حق كل امرأة انقطعت عنها الدورة الشهرية. رأيها كان ذا وقع على من شاركنها هذا الحوار، خصوصا أن جعل «اليأس» مرادفا لمرحلة من عمر النساء، أصبح في نظر الكثير من المعنيات بالأمر مسألة لا معنى لها. هذا الموضوع الذي كان الكلام عنه يثير نوعا من الحرج لدى غالبية النساء، اللواتي فقدن القدرة على الإنجاب بفعل التقدم نسبيا في السن. صار له يوم عالمي يصادف كل سنة 18 أكتوبر. هذه المناسبة الكونية تعد فرصة للأطباء والمختصين والمهتمين بالصحة في كل أرجاء المعمور لتقديم معلومات علمية ونصائح طبية للنساء، اللواتي وصلن إلى ما يصطلح عليه «سن اليأس» أو «انقطاع الطمث». وتؤكد العديد من الدراسات والأبحاث أن «المونوبوز» مرحلة طبيعية وعادية في حياة كل امرأة، غير أن الأعراض التي تنتج عنه، تشكل معاناة نفسية وجسدية لهن، مما يتطلب حلولا طبية للتقليل من حدتها. السيدة المحاسبة، التي أزعجتها كلمة «سن اليأس» أن تكون هي الوصف المناسب لما أصبحت تعيشه من تغييرات في جسدها، بعد أن انقطعت لديها الدورة الشهرية في سن السادسة والأربعين. ليست إلا نموذجا لنساء مغربيات. وصل عددهن حسب إحصائيات السنة الماضية إلى 3 ملايين امرأة، 30 ألف فقط يتلقين علاجا طبيا لتجاوز المشاكل الصحية المصاحبة لهذه المرحلة. هولاء النساء منهن الواعيات بالأعراض الصحية لتعطل أرحامهن من خلال توقف المبيضان عن إنتاج الهرمونات الأنثوية (الأستروجين والبروجسترون). ومنهن أخريات «ما فاهمات والو» في هذا الموضوع، حيث يعتبرن الأمر شيء عادي في حياة كل امرأة «كبرات في لعمر». الحديث عن «سن اليأس» في جلسات النساء، أو عبر مناسبة اليوم العالمي المخصص له، لا يشكل فرقا أو تباعدا في اعتبار أن «المونوبوز» ليس حالة مرضية قد تخيف بعض النساء، بل هو مرحلة انتقالية طبيعية في عمر النساء لا تخلف عن سن البلوغ أو المراهقة والحمل والولادة، حيث لا تتطلب من المعنيات بالأمر إلا التعامل بوعي وتفهم مع هذه المرحلة الحساسة. وتبدأ هذه المرحلة في سن تتراوح بين 45 و 50 سنة. فبعد سن الخمسين تشتكي معظم النساء من انقطاع دم الحيض، لكن دخول المرأة لمرحلة ما بعد انقطاع الطمث لا يتأكد إلا عندما تنقطع العادة الشهرية لديها لمدة سنة على الأقل، لأن هناك مرحلة يطلق عليها مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تتميز بعدم انتظام الدورة الشهرية، وانقطاعها لمدة أربعة أو ستة أشهر، ويمكن أن يستمر هذا الوضع لمدة تتراوح بين السنة والثلاث سنوات.