شاءت الأقدار أن يقضي أول ليلة له في مقبرة المجاهدين بطنجة، في الوقت نفسه الذي اجتمع فيه شمل أفراد أسرته في شقة محترمة، حيث قضوا بدورهم أول ليلة لتلقي العزاء، بعد فراق الأب ومنزله بحكم القضاء والقدر. أرملة أحمد اللنجري، الذي فارق الحياة بعد أحداث تنفيذ حكم إفراغه من منزله بحي أرض الدولة ببني مكادة، غادرت مساء أول أمس الإثنين ، السجن المحلي رفقة ولديها، بعد تمتيعهم بالسراح المؤقت، حيث كانوا قد اعتقلوا إلى جانب أشخاص آخرين خلال الأسبوع المنصرم، بعدما وجهت لهم النيابة العامة تهم تتعلق بتحقير مقرر قضائي والعصيان. مباشرة من السجن المحلي توجهت المعنية بالأمر رفقة أبنائها إلى شقة مفروشة تقع بشارع مولاي اسماعيل، بعدما تكلف بعض المحسنين بوساطة من سلطات ولاية طنجة، بتسديد مصاريف كرائها، والتكفل بمراسيم العزاء، حيث أقيمت وجبة العشاء بحضور أهل وأقارب الأسرة. مصادر من الولاية، أكدت التزام أحد المحسنين بتقديم هبة إلى هذه الأسرة عبارة عن شقة جديدة من السكن الاقتصادي ، ستلتحق بها بعد إنهاء أشغال تهيئتها، وفي انتظار ذلك سيتم إيوائها بمسكن مؤقت يجري تأثيثه بعدما تم كراؤه لفائدتها لمدة سنة، ويقع المنزل الجديد بالمجمع السكني “الزموري “، الذي يحمل اسم صاحبه الفائز بالمقعد الثالث خلال الانتخابات الجزئية الأخيرة بدائرة طنجةأصيلة. أرملة اللنجري كانت قد حصلت، مساء أول أمس، على ترخيص بمغادرة السجن من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على جثة زوجها بمستودع الأموات بمستشفى طوفار، قبل أن تعود إلى السجن ويتم نقل الجثة إلى مقبرة المجاهدين وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث كان بعض نشطاء حركة 20 فبراير، بعد انسحاب منتمين للتيار السلفي والعدليين ، يسعون إلى تحويل اتجاه الجثة نحو بني مكادة ، إلا أنهم وصلوا متأخرين ، بعدما تم الإسراع بإجراءات الدفن بحضور بعض أبناء الراحل، دون تسجيل أية مواجهة بين رجال الأمن والمحتجين أمام باب المقبرة. تقديم هذه الهدية إلى أسرة اللنجري ، الذي كان قيد حياته يدافع عن مأوى أبنائه، حين رفض لأكثر من مرة تنفيذ حكم إفراغه بدعوى أنه ” جائر ” وسيتسبب في تشريد أسرته، أعاد الاطمئنان إلى نفوس كل الذين كانوا يتضامنون مع هذه الأسرة من الجانب الاجتماعي، حين فارق الحياة الأب لحظة تواجد الأم واثنين من أبنائهما رهن الاعتقال، فيما باقي أولادهما القاصرين في الشارع، قبل أن يعوضهم الله خيرا، بعد أحداث مؤلمة استمرت عدة أيام قبل أن يستعيد حي أرض الدولة هدوءه. محمد كويمن