شاب لفظ أنفاسه الأخيرة بمجرد وصوله إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة، مساء أول أمس، بعدما تم إشعار مصالح الأمن بسقوطه من الطابق الرابع ، قبل أن يتم اكتشاف أسرار هذا الحادث. كان الاعتقاد في البداية أن الأمر يتعلق بحادث عادي حول تعرض أحد الأشخاص لسقوط عرضي من نافذة شقته بإحدى العمارات السكنية بالمجمع الحسني عند مدخل مدينة طنجة عبر طريق الرباط، قبل أن يصل المحققون إلى معطيات تفيد باحتمال وجود إشارات تدل على وقوع جريمة قتل. أفراد الضابطة القضائية والشرطة العلمية والتقنية، ومن خلال معاينتهم لمكان الحادث اكتشفوا بعض الآثار بالشقة المذكورة، تشير إلى أن الضحية لم يكن لوحده، كما أثار استغرابهم وجود باب المسكن مغلق من الخارج، وقد عززت شكوكهم تصريحات شهود عيان من بعض الجيران، الذين شاهدوا شخصا يقفز من نفس الشقة نحو الطابق الثاني قبل أن يلوذ بالفرار. البحث الذي باشره المحققون بعد تحديدهم لهوية الضحية ، وهو من مواليد سنة 1975 بالخميسات، مكنهم من إيقاف أحد المشتبه فيهم، زميله في العمل، الذي اعترف بأنه توجه إلى شقته رفقة فتاة تشتغل معهما بنفس المصنع بالمنطقة الصناعية باكزناية، بدعوى أن هذه الأخيرة كانت ترغب في أخذ بعض أمتعتها، بعدما توترت علاقتهما نتيجة عدم التزام الضحية بالزواج بصديقتها، حسب ما صرح به الشخص الموقوف، الذي أنكر علاقته بهذه الواقعة. المعطيات الأولية للبحث تشير إلى أن الفتاة التي كانت بالشقة، مكان الحادث، سبق لها أن توعدت الهالك بالانتقام منه، وقد غادرت الشقة في مساء ذلك اليوم وأغلقت عليهما الباب، الأمر الذي جعل الضحية يعتقد بأن زميله قد اتفق معها على تصفيته، حيث يجري التحقيق مع هذا الأخير، المشتبه فيه ، الذي تم وضعه تحت الحراسة النظرية، من أجل تأكيد ما إذا كان يقف وراء سقوط الضحية، كما تم إصدار مذكرة بحث لإيقاف الفتاة.