أعمى الطمع بصيرة الشاب المزداد سنة 1980، ولم يجد من وسيلة لتلبية متطلباته ومستلزمات إدمانه المستمر على السكر والمخدرات سوى اللجوء إلى والدته التي بلغت من السنين عتيا، بعد أن علم حيازتها مبالغ مالية مهمة حصلت عليها من بيعها لعقار. لم يشك سمير قط، بأن والدته ستقف سدا بينه وبين المال الذي يريده، غير أن أمنيته خابت بعد أن وجد مقاومة من أمه وأخته حالت دون حصوله على ما يريده. قبل بضعة أيام علم سمير الذي يقطن بمدينة طنجة، بيع والدته التي تقطن رفقة أخته بمدينة الحسيمة لبقعة أرضية كانت في ملكيتها، ليشد بعدها الرحال ويسافر على وجه السرعة إلى الحسيمة، كان هدفه الأساسي يكمن في إقناع والدته التي تبلغ من العمر حوالي 70 سنة، منحه الأموال التي تتوفر عليها ليبدأ مستقبله وينشىء مشروعا يقيه عوادي الزمن، غير أن أمه رفضت الامتثال لرغبته بدعوى أن تلك الأموال هي لجميع إخوته، وكان كلما زاد إلحاحا في طلب المال زادت الأم صلابة في رفض طلبه. بعد أن تغلب الجشع على عقله، وأصبح لا يرى سوى أموال والدته التي قرر أن يحصل عليها بشتى الطرق، قرر في قرارة نفسه، تنفيذ خطته التي أراد بها تصفية أمه وأخته، استيقظ مبكرا صباح أول أمس الأحد 16 شتنبر، وأعد العدة لتنفيذ جريمته بعد أن اقتنى سكينا كبيرا ( مدية )، لم يجد من سبيل سوى تهديد والدته المسنة لتمنحه أموالها، وبعد رفضها وارتفاع حدة الصراخ والسباب بينهما قام بالإجهاز عليها بعد أن وجه لها عدة طعنات غادرة خرت على إثرها على الأرض، ولم تنفع محاولات أخته المزدادة سنة 1976، في الدفاع عن والدتها ومقاومة بطش أخيها الذي تطاير الغضب من عينه وأعمى الطمع بصره، حيث قام بالإجهاز عليها باستعمال نفس الأداة، مباشرة بعد ارتكاب الجاني لجريمته في صباح اليوم ذاته، قام بذبح أمه وأخته من الوريد إلى الوريد، ليستولي بعدها على أموال والدته، ويفر في اتجاه البحر الذي لم يكن بعيدا عن مسرح الجريمة. ومساء اليوم ذاته عندما كان سمير مختبئا بأحد الكهوف بشاطئ اصفيحة، ارتابت في أمره دورية تابعة لقوات الدرك كانت في عمل روتيني، وأثناء التحقق من هويته وتفتيشه، عثرت العناصر ذاتها بحوزة الجاني على سكين كبير ( مدية )، ومبلغ 160 ألف درهم. وبعد إخطار وكيل الملك بالواقعة أمر الشرطة القضائية بالتوجه إلى منزل أسرة الجاني وتفتيشه حوالي الساعة 9 والنصف ليلا من نفس اليوم، وبعد المعاينة التي أنجزتها العناصر ذاتها، تبين لها أن الجاني ارتكب مجزرة في حق والدته المسنة وأخته، ليتم اعتقاله وتقديمه إلى المحققين والعدالة التي ستقول كلمة الفصل في الجريمة البشعة التي ارتكبها.