نجح المخرج المغربي داوود ولاد السيد في تكسير قاعدة الجوائز التي وضعتها إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للدورة الأخيرة، من خلال إحداثها لشهادة تقديرة منحتها لفيلم “الجامع” اعترافا منها بقيمة هذا العمل السينمائي ومستوى صاحبه الفني الذي حصد فيلمه “في انتظار بازوليني” جائزة أحسن فيلم عربي في طبعة المهرجان السابقة. عن هذه الجائزة يذكر داوود ل “الأحداث المغربية” أن تتويج فيلمه “في انتظار بازوليني” في دورة مهرجان القاهرة السينمائي السابقة واعتبار شريطه الجديد “الجامع” جزءا ثانيا له، كانا الدافعين وراء منح إدراة المهرجان لشهادة تقديرية للأخير.. موضحا أن عرض شريطه “الجامع” بالقاهرة شهد تفاعلا جماهيريا إيجابيا ومتابعة نقدية مصرية جيدة نوهت بلغته السينمائية وببساطة موضوعه.. يقول “أجمعت أغلب الكتابات النقدية التي أعقبت عرض “الجامع” على بساطة قصته وجدة كتابته السينمائية، حيث أتحدث ضمنه عن الدين بطريقة بسيطة أساسها احترام الآخر وتقديره. أما سبب التجاوب الكبير الذي حققه عرض الفيلم في مصر، فيعود في نظري لعدم احتوائه على عنصر الحوار بشكل كبير ، زيادة على أن الحوارات الموجودة جاءت في غالبيتها باللغة العربية لأنها كانت على لسان الفقهاء”. ولأن لداوود ولاد السيد “سوابق” عديدة في حصد جوائز عربية ودولية عن مختلف أعماله السينمائية، سألناه عن “وصفته السحرية” بهذا الخصوص، ليوضح قائلا ” ليست هناك أية وصفة سحرية، لأني أنجز فيلما أعشق موضوعه وشخصياته وفضاءاته ومختلف التفاصيل المتعلقة به، وكل ذلك يجعلني مؤمنا ومهووسا بعملي الذي أسعى إلى تقديمه على أكمل وجه بناء على تجربة سينمائية راكمتها عبر السنوات.. أعتقد أن المهم الإيمان بالعمل والاقتناع به، بعيدا عن ترقب نجاحه أو فشله بعد العرض”. وارتباط بعروض فيلم “الجامع” المستقبلية، ذكر ولاد السيد أنه سيشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة شهر يناير المقبل. كما تلقى الشريط عروضا للمشاركة في مهرجانات سينمائية دولية ستنعقد مع بداية العام المقبل، من بينها مهرجان غوادالاخارا بالمكسيك وكوريا الجنوبية وألمانيا ومجموعة من الدول الأوربية والإفريقية. ولم يغفل ولاد السيد في هذا السياق مشاركة فيلمه في مهرجان “سان سباستيان”، والتي يقول بخصوصها “حظي “الجامع” بشرف المشاركة والتتويج في “سان سباستيان” الذي يعتبر من بين أهم المحافل السينمائية العالمية على غرار “كان” وبرلين والبندقية”. من ناحية أخرى، يعلل داوود ولاد السيد سبب حظو أعماله السينمائية بتتويجات عربية ودولية وانتقادات إيجابية، في الوقت الذي لا تحظى بنصيبها من العرض داخل القاعات السينمائية وطنيا، بقوله ” أنا مخرج سينمائي وعملي ينتهي عندما أقدم نسخة الفيلم للجمهور، في حين أن آليات العمل السينمائي لا تتلخص في المخرج وحده بل هناك المنتج والموزع ومستغل القاعات السينمائية.. لذا، أقول إن عرض أفلامي في القاعات السينمائية وطنيا هو مسؤولية الموزع الذي أتمنى أن يولي اهتمامه بنوعية السينما التي أقدمها ويقدمها مخرجون آخرون لأن لها جمهورها ومتابعوها ومحبوها، على غرار توزيعه لأفلام تجارية تحقق له الأرباح المادية”. ويستأنف داوود كلامه بهذا الخصوص بتذكيره بأن أجود الأفلام المغربية في تاريخ السينما المغربية لم تعرض داخل القاعات السينمائية الوطنية، على غرار “شاطئ الأطفال الضائعين” و”باديس”.. يقول “المشكلة التي يعيشها في القطاع حاليا هي القاعات السينمائية، وهي القضية التي يشتغل عليه مسؤولو المركز السينمائي المغربي”. إكرام زايد هناك تقدير بالسنبة للسينما المغربية الجادة في القاهرة، نحن في المغرب لدينا أنواع مختلفة من السينمات وهذه مسألة صحية وإيجابية جدا..لدينا أفلام تجارية وأفلام مؤلف، وهذا يشكل غنى بالنسبة للمتلقي..