خرج المغرب، الذي كان ممثلا بالفيلم السينمائي "الجامع" لداوود اولاد السيد، خاوي الوفاض من فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي، الذي اختتمت فعالياته نهاية الأسبوع الماضي. وتوج فيلم "الخارجون عن القانون"، للمخرج رشيد بوشارب من الجزائر، بالجائزة الذهبية وجائزة أفضل فيلم عربي في الدورة، وفاز بالجائزة الفضية، لهذا السنة، الفيلم الإيراني "يرجى عدم الإزعاج" للمخرج محسن عبد الوهاب، فيما فاز بالجائزة البرونزية الفيلم السوري "مطر أيلول" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد. وحاز المخرج التركي، ريها إيردم، جائزة "مصطفى العقاد للإخراج" عن فيلمه "كوزموس"، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الإيطالي "حياتنا" للمخرج دانييل لوشيتي. ونال الممثل الروماني، جورج بيستيرينو، جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "إذا أردت أن أصفر فسأفعل"، والفنانة الألمانية غابرييلا ماريا شميد جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "مصففة الشعر". ونوهت لجنة تحكيم الأفلام العربية بالفيلم السوري "حراس الصمت" للمخرج سمير ذكري، لاستفادته من الرواية العربية الجادة ونقلها إلى الشاشة الكبيرة. أما بالنسبة للأفلام القصيرة، ففاز بالجائزة الذهبية الفيلم البلجيكي "الأرجوحة" للمخرج كريستوف هيرمانز، فيما فاز بالجائزة الفضية الفيلم السلوفاكي "حجارة" للمخرجة كاتارينا كيريكيسوفا، وذهبت البرونزية للفيلم التونسي "موجة" للمخرج محمد عطية. كما جرى، خلال الحفل الختامي للمهرجان، تكريم المخرج الجورجي أوتار ايوسلياني، والممثلة المصرية نبيلة عبيد. وكانت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية لهذه الدورة، ضمت في عضويتها الممثلة المغربية نجاة الوافي. وبعد عرض فيلم "الجامع"، في إطار مسابقة هذا المهرجان، نوهت بعض الصحف السورية به، واعتبرت أنه قدم مشاركة عربية "مهمة" في المسابقة الرسمية الدولية للأفلام الطويلة، بحيث إنه "لا يتفرد بقصته الجريئة فقط، بل يقدم جهدا كبيرا على صعيد الصورة والمشهد ومهارة الشخصيات". وأضافت أن المخرج "يسجل (في الفيلم) حضورا مختلفا على صعيد الفكرة والمعالجة وأسلوب تناول الموضوع، فرغم اللهجة المغربية، التي تتطلب جهدا لاستيعابها من قبل المتابع السوري، إلا أن بساطة الفيلم وانسيابيته مكنتاه من إيصال الفكرة، وبالتالي، الإبقاء على ذلك الرابط بين المشاهد وأحداث الفيلم". وتدور أحداث شريط "الجامع" (2010) حول مسجد ديكور شيده فريق تصوير سينمائي على أرض استأجرها من مالكها "موحا" بقرية في نواحي مدينة ورزازات، قبل أن يتحول إلى مسجد فعلي للصلاة والعبادة، يقبل عليه السكان الذين منعوا مالك الأرض من هدمه قصد استعادة أرضه. و"الجامع"، محل الجدل في الفيلم، كان استخدمه المخرج داوود أولاد السيد كديكور لفيلمه السابق "في انتظار بازوليني"، ولم يجر هدمه بعد تصوير الفيلم، مما خلق متاعب لمالك الأرض، التي أقيم عليها. وكان فيلم "الجامع" فاز، أخيرا، بجائزة "سينما في حركة" في مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي بإسبانيا، وبالجائزة الذهبية "بايار دور" لأفضل سيناريو في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني بنامور ببلجيكا، وبجائزة "التانيت البرونزي"، وجائزة الإنتاج في الدورة 23 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية، وينتظر أن يشارك في المسابقة الرسمية للدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تنطلق فعاليات في الثلاثين من نونبر الجاري. يذكر أن الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي عرفت مشاركة 222 فيلما من 46 دولة عربية وأجنبية، وحضور أزيد من 160 شخصية سينمائية عربية وعالمية.