تعزيزات أمنية كثيفة، ورجال أمن مختلف الرتب، وسيارات أمن تجوب المكان، لا يتعلق الأمر هنا بمباراة لكرة القدم أو بإحدى المنافسات الرياضية، هذا الاستنفار الأمني طبع أول أمس الإثنين بالمجموعة 2 بحي مولاي رشيد بالدار البيضاء، عندما داهم أمن الدائرة 27 لبورنازيل الحي لتوقيف أحد مروجي المخدرات المعروفين بالمنطقة والملقب ب «البيري». «البيري» المروج الموقوف الذي تطارده 10 برقيات بحث على الصعيد الوطني، يعد من المزودين الرئيسيين للمخدرات بالمنطقة، وسليل عائلة تخصصت في ترويج وبيع المخدرات بالمجموعة 2، وهو الأخ الأكبر لخمسة إخوة، يقضي أربعة منهم حاليا عقوبات متفاوتة المدة بتهمة حيازة وترويج المخدرات مع حالة العود، بعدما قاوموا بعنف عملية اعتقالهم منذ عامين تقريبا، وأشهروا السيوف في وجه رجال الأمن، و كان هذا الحادث والضجة التي أثارها سببا في التدخل الأمني وتوقيفهم. عملية توقيف المروج كانت ثمرة مجهود 3 شهور من التحريات والترصد، بعدما كان يفشل الأمن في وضع يده عليه، بفضل استعانته بمخبرين من داخل الحي، أوكلت لهم مهمة رصد العناصر الغريبة عن الحي، والمشتبه في كونهم رجال شرطة في زي مدني، وإخباره بكل جديد، إذ لم تفلح عمليات التنكر والمداهمات المتعددة في الإيقاع به، إذ كان يغادر الحي في آخر اللحظات، وقد شابت عملية توقيفه بعض الصعوبات، حيث قاوم «البيري» باستماتة رجال الأمن وحاول الفرار، لكنه التعزيزات الأمنية التي طوقت مداخل الحي ومخارجه حالت دون ذلك وانتهت بتوقيفه واستسلامه. سكان المنطقة استحسنوا هذه المداهمة لأحد أهم معاقل تجارة المخدرات بالمنطقة، منوهين بعمل رجال الأمن، متمنين أن تأخذ هذه الحملات والمداهمات طابع الاستمرارية، للقضاء على الظواهر الإجرامية التي أصبحت سمة من سمات حي مولاي رشيد كنقطة من النقاط السوداء المعروفة بارتفاع منسوب الجريمة بالعاصمة الإقتصادية. أنس بن الضيف