يعيش الحي الجديد المعروف بحي (كاساباراطا)، الذي يعتبر من أهم وأكبر الأحياء الشعبية في طنجة، ترديا أمنيا غير مسبوق بسبب تنامي نشاط شبكات ترويج المخدرات، خصوصا المخدرات الصلبة والقوية. مقر ولاية أمن طنجة (خاص) ووصف سكان المنطقة حالة ما يجري في حيهم بأنه خطير للغاية، وأن كثيرا من تجار ومدمني المخدرات يأتون من مناطق نائية من المدينة مستغلين الفراغ والتراخي الأمني الكبير تجاه مختلف مظاهر الإجرام داخل النفوذ الترابي للدائرة الأمنية المختصة، ووجهوا في ذلك لوما مباشرا إلى المسؤولين الأمنيين بالدائرة الأمنية الخامسة التي قالوا عنها إنها لا تقوم بما يلزم من أجل وضع حد لهذه الأوضاع المتردية. وقال السكان إن ما يجري حاليا بالمنطقة لم يسبق له مثيل، إذ تقوم هذه الشبكات بترويج المخدرات أمام الملأ دون حسيب أو رقيب، كما أن دوريات الأمن لا يصادف تحركها في غالبية الأحيان مع وجود أفراد تلك العصابات، الذين يواظب معظمهم على الجلوس بمقاهي مشبوهة، خصوصا بشارع ابن بطوطة، التي تبقى مفتوحة حتى الساعات الأولى من الصباح، خارج المراقبة الأمنية والجماعية، إذ يعتبر أغلب زبنائها من المدمنين على المخدرات أو الاتجار فيها. وتساءل مواطنون في اتصالهم ب"المغربية" عن جدوى الإضافة التي يقدمها عناصر الدائرة الأمنية في المنطقة، إذا كان تجار ومدمنو المخدرات يتحركون بكل حرية في ربوعها وبين أرجائها، حيث أصبحت هذه المنطقة تعتبر من أهم النقط السوداء في طنجة، خاصة أن تجارة المخدرات القوية تتمركز أساسا بالأزقة 41 و42 و51 بحي السواني عن طريق مروجين أساسيين (ح) و(م)، وكذا بالزنقة 11 وحرف (D) ، وبمنطقة الرياض بالحي الجديد، حيث يتزعم شبكات توزيع هذه السموم بها كل من الأخوين "ع.ب" و"ع.ب"، بالإضافة إلى حومة البحرة العجيبة التي أصبحت في ظل استمرار هذا الوضع توصف ب"كولومبيا" طنجة، نظرا للانتشار الواسع للمخدرات القوية بها على مدار اليوم داخل المنازل المعلومة عند عموم سكان المنطقة. وتبقى مظاهر التردي الأمني بالمناطق المذكورة لا تتوقف عند حد ترويج المخدرات بشتى أصنافها، بل تتعداه إلى احتضانها لعدد من المنازل المشبوهة، خصوصا بالزنقة 40 بحي السواني، وبالزنقة 26 بالحي الجديد، وبإيوائهما عددا من المجرمين من ذوي السوابق القضائية ممن صدرت في حقهم عدة مذكرات بحث مرجعية صادرة عن ولاية أمن طنجة. ويوجد من ضمن المبحوث عنهم المدعو عمر الملقب ب"برغوثة"، الذي ألقي عليه القبض أخيرا، بعدما روع سكان المنطقة بأفعاله الإجرامية بتنفيذه لأكثر من 30 اعتداء إجرامي في حق مواطنين، خلال رمضان الماضي بالمنطقة، إضافة إلى استيلائه بالقوة على أكثر من 50 مليون سنتيم داخل سوق الحي الجديد، الذي يعد من أكثر المبحوثين عنهم خطورة في عالم الإجرام والضرب والجرح وتعدد السرقات الموصوفة . وسبق لمصالح الشرطة أن أوقفت أحد زملائه المجرمين، المدعو "العامري" الذي لم يجر القبض عليه داخل منزله بالحي الجديد، بعدما أبدى مقاومة شرسة في وجه رجال الأمن أصيب خلالها أحدهم إصابات بليغة، وأدين إثرها بعشر سنوات سجنا نافذا، إضافة إلى تحرك المدعو (ي) الملقب ب"الحباس" الساكن بشارع هارون الرشيد منفذ عملية السطو المسلح على المستودع البلدي لجماعة السواني، الذي نهب المساعدات الاجتماعية الرمضانية التي خصصتها الجماعة الحضرية لطنجة للسكان المعوزين من سكان المدينة.