مرة أخرى، تضطر آلة الهدم للتحرك لإصلاح بعض مما أفسده جشع من أرادوا “عنوة” أن يصبحوا مجزئين عشوائيين.. كل إمكانياتهم تمكن في «تجرؤ غير محدود» للسطو على بعض الأراضي التابعة للدولة، وحتى أملاك الخواص لا تسلم أحيانا من الاحتلال والاستغلال.. غايتهم فرض الأمر الواقع، من أجل نيل بعض الأرباح من التصرف في “مساكن” يشيدونها، تارة في غفلة عن أعين السلطة ورجالاتها، مستغلين جنح الظلام وبعض المناسبات والعطل. وأطوارا بتواطؤ مع بعض ممثلي السلطة بالمنطقة وأعوانها، وكل عملية حسب بعض سكان الدوار بنصيب يناله “المتواطئ، والمحتل”، بعد بيع مساكن، هي في الغالب، أعشاش يجتمع فيها الآدمي مع بعض البهائم، في انتظار فرصة الاستفادة عندما تشملهم عملية الهيكلة «التي قد تأتي أولا تأتي»..! وسط تجمعات سكنية متنافرة ومتباينة، وعلى هامش منطقة كانت إلى غاية سنوات قليلة مضت تعتبر من ضواحي آخر أحياء مدينة البيضاء، أبت يد العبث والفوضى إلا أن تخلق الحدث من جديد. في غفلة من “أعين” وأفراد السلطة المحلية نبتت خلال الأيام الأخيرة الماضية أعشاش عبارة عن مساكن عشوائية، انطلقت أسسها ببعض الأخشاب المهملة وقطع القصدير، وأجزاء المتلاشيات. مساكن بئيسة شيدها بعض “الفتوات” الذين تحدوا الجميع، سكانا ومسؤولين، ليبسطوا سيطرتهم على جزء من قطعة أرضية تقع بجوار «دوار احمر»، عمدوا إلى تشييد الأعشاش عليها وترويجها بين بعض الراغبين في امتلاك سكن في أفق الاستفادة من كل عملية ترحيل مستقبلية، قد تستهدف التجمع السكني الأصلي، «دوار احمر» الذي انطلق ببعض المساكن المعدودة، لكنه سرعان ما توسع وامتدت مساحته ليلتهم أجزاء كبيرة من الأراضي التي كانت توصف بأنها فلاحية. يخضع «دوار احمر» لنفوذ الحي الحسني بالدارالبيضاء، وقد ورثت هذه المقاطعة الحضرية، وفق آخر تقسيم إداري، جزءا من الدور الصفيحية والمساكن العشوائية، التي كانت خاضعة لجماعة دار بوعزة. وورثت معها مشاكل عديدة، سرعان ما غدت مجالاتها “بقرة حلوب”، تدر مداخيل مالية على بعض من يستغلون فضاءاتها والمساحة الفارغة بها لتشييد مساكن جديدة، طمعا في ربح مادي. يستفيد من غياب المراقبة، والسرعة في التدخل، وأحيانا كثيرة تواطؤ ممثلي وأعوان السلطة المحلية، التي يفترض أنها توجد باستمرار في الفضاءات التي تخضع لها. وأخيرا تحركت جرافات السلطة المحلية بالملحقة الإدارية الليمون، تحركت بعد أن استنكر العديد من السكان الفوضى العارمة التي كانت سمة المنطقة خلال الأيام، بعد أن غدا «دوار احمر» قبلة قريبة من المجال الحضري، لكل راغب في مسكن عشوائي، قد يؤهله للاستفادة من سكن لائق عند إعادة الهيكلة. تحرك السلطة تجند لإنجاحه مسؤول الملحقة وأعوان السلطة، وعناصر القوات المساعدة. لكن السؤال الذي طالما تردد خلال عملية الهدم هو: هل يكون هذا التدخل كافيا لردع أيادي العبث عن التطاول لبث القبح، أم تحقيقا قضائيا ينبغي فتحه لترتيب الجزاءات ضد المخالفين، قبل فوات الآوان؟.