أن يكتب الله عمرا آخر لبعض خلقه من بين مخالب موت محقق، فهو أمر لا يتكرر دائما في حوادث سيرة خطيرة. غير أن ما وقع قبل وقت وجيز من فجر أمس الإثنين، يؤكد مقولة « الله هو الحافظ». كانت الساعة تقترب من الثانية والنصف ليلا، عندما انقلبت سيارة من نوع «رونو ميغان» رمادية اللون بالطريق السيار الحضري بالدار البيضاء في نقطة قريبة من قنطرة سيدي مومن، حيث تحول هيكلها إلى ما يشبه «خردة» حديدية. كل من صادف هذا المشهد المرعب تحت جنح ظلام لم يكسر من حلكته إلا أضواء خافتة للإنارة العمومية، ظن أن من كان داخل السيارة المتضررة صار من عداد الموتى أو المصابين بجروح وكسور بليغة، إلا أن المفاجأة عندما خرج من بين الكتل الفولاذية المسحوقة ثلاثة شبان سالمين. هذه السيارة التي كانت قادمة بسرعة من اتجاة الرباط نحو الجديدة، زاغت عن الطريق ثم انقلبت في لقطة خاطفة على جنبات «أوطوروت» لتستقر فوق عجلاتها الأربع بعد ضجة مدوية أحدثها احتكاك الحديد بالإسفلت، حيث غادرها من أحد أبوابها الجانبية السائق وراكبان كانا برفقته أمام اندهاش بعض أصحاب السيارات القليلة العابرة في ذاك الوقت المتأخر من الليل. فالأشباح الثلاثة وقفت على أقدامها، وبدأت تتحسس أجسادها بحثا عن أية إصابة، وبعد استرجاع الأنفاس والخروج تدريجيا من دائرة الصدمة، شرع الشبان الناجون بأعجوبة في حمد وشكر الله على انفلاتهم من قبضة الهلاك وبأس الإصابة، مع تعليقات كل من وقف للاطمئنان على سلامتهم بالقول «حفظكم الله في الشهر الكريم