استطاع عالِم مغربي شاب يعمل في “المركز الفرنسي للبحث العلمي”، تحقيق اختراق علمي لافت في علم الإحاثة (بالينتولوجيا Paleontology) الذي يبحث في تاريخ الكائنات الحيّة وتطوّرها. إذ أثبت أن نقطة البداية في هذا التاريخ هي أقدم بقرابة 1.5 بليون سنة مما اعتقده العلماء لحد الآن. وبحسب الموقع الالكتروني لمجلة “نايتشر” Nature العلمية، نشر فريق علمي متخصّص أخيراً، نتائج بحوثه على قرابة 250 من المتحجّرات التي اكتُشِفَت في جنوب شرقي الغابون قبل 3 سنوات. وبعد أن انكب على دراستها، اكتشف أن بداية ظهور الكائنات المتعددة الخلايا ترجع إلى 2.1 بليون سنة، وليس 600 مليون عام كما كان يعتقد حتّى الآن. ودفعة واحدة، تحرّك “عدّاد” زمن الكائنات الحيّة، في قفزة عملاقة الى الوراء ب 1.5 بليون سنة. والمعلوم أن مصطلح “متحجرة” Fossil يطلق على الكائنات الحية التي يعثر عليها مدفونة في بواطن الصخور أو قطع العنبر أو غيرها، وغالباً ما تنتمي الى عصور غابرة. وبحسب الموقع المذكور، تظهر أهمية هذا الاكتشاف في انه يتطلب من علماء البيولوجيا والانثربولوجيا عشرات السنين لهضمه، إضافة إلى أنه يفترض إعادة النظر في كُتُب البيولوجيا الحالية، بل التدقيق في تاريخ الحياة على الأرض. ومجدداً، برهن علم الإحاثة أهميته، كشأنه منذ اكتشافات الزوجين الأميركيين ليكي في ستينات القرن العشرين، مثبتاً قدرته على إعادة قراءة الكثير من “حقائق” تاريخ البشر والأرض والكون. واتخذ هذا الاكتشاف لمسة خاصة بوجود عالِم عربي على رأس مجموعة البحث العلمي، هو المغربي عبدالرزاق الألباني. والحق أن الألباني هو باحث في علوم الجيولوجيا من جامعة بواتييه في فرنسا، يعمل في “المركز الفرنسي للبحث العلمي”.