بقلم: خالد أشيبان: فاعل سياسي وجمعوي أثار انتباهي في الآونة الأخيرة خبر تناقلته بعد الصحف والمواقع الالكترونية مفاده أن السيد عبد الإله بنكيران، رئيس حكومتنا يتقاضى أجراً شهرياً يفوق ما يتقاضاه رئيس وزراء إسبانيا (6500 اورو) وهي عاشر قوة اقتصادية في العالم، وأكثر مما يتقاضاه رئيس روسيا (5000 اورو)، وأكثر مما يتقاضاه الرئيس الصيني (4000 اورو) الذي تنتج بلاده 3200 مليار دولار سنوياً كناتج سنوي خام و تتوفر بلاده على فائض خيالي من العملة الصعبة تزين به الصين خزائن الولاياتالمتحدةالأمريكية. خبر كهذا جعلني أتساءل عن مدى غنى المملكة المغربية التي تنتج سنوياً 82 مليار دولار فقط ويبلغ عجز الميزانية عندنا إلى حدود اليوم 5,5 في المائة مقارنةً مع الصين، التي تنتج 3200 مليار دولار دون أن يتحدث مسئولينا عن برنامج تقشف, و كأننا نعيش في عالم منعزل عن العالم الذي تعاني فيه كل الدول من تداعيات الأزمة الاقتصادية وأزمة دول منطقة الأورو والترقب الذي يسود منطقة الشرق الأوسط وما ستؤول إليه الأمور في سورية والبحرين ومصر. فكل دول العالم اليوم تبنت برامج تقشف لتجاوز الأزمة و حدت من نفقاتها وقلصت عدد وزاراتها وخفضت من أجور كبار موظفيها واتخذت إجراءات فعلية لتقليص عجز ميزانياتها، ونحن في المغرب ما زلنا نتحدث اليوم وكأن شيئاً لم يكن ونتحدث عن الحكامة ونخصص لها وزارة دون أن نفهم حتى معناها و آليات تجويدها. فمنذ تنصيب الحكومة لم يخرج السيد بنكيران ليعلن للمغاربة برنامجه لترشيد النفقات وتدبير عجز الميزانية و هو الذي أطربنا خلال حملته الانتخابية بما لذ و طاب من الوعود و 100 إجراء خلال 100 يوم و و و و … كل مغربي صوت للعدالة والتنمية ينتظر اليوم إجراءات فعلية ترجع له ثقته بالمؤسسات و تؤكد بالملموس تضامن المسئولين معه لتجاوز المحن. على السيد رئيس الحكومة اليوم أن يمتلك من الشجاعة ما يكفي لتخفيض أجره وأجر وزرائه وكبار المسئولين وترشيد نفقات الإدارات والمؤسسات العمومية بقرارات جريئة و مسئولة. لا أحد اليوم يشكك في النوايا، لكن النوايا لوحدها لا تكفي لحل المشاكل. نريد رؤية واضحة وبرنامج ممنهج و إجراءات فعلية وسريعة. السيد رئيس الحكومة اليوم يتقاضى أجراً يقدر بمائة ألف درهم أي ما يعادل 40 مرة الحد الأدنى للأجور الذي يعتبره السيد المندوب السامي للتخطيط أجر الطبقة المتوسطة في المغرب. السيد رئيس الحكومة يتقاضى أجراً يعادل 15 المرة أجر موظف في الدولة (سلم 11) حامل لشهادة عليا. أجور الوزراء والمدراء والكتاب العامين ومدراء المؤسسات العمومية وغيرهم من الموظفين السامين بعيدة كل البعد اليوم عما يتقاضاه المغاربة العاديين، ثم نأتي ونتحدث عن النوايا وعن تكافؤ الفرص و العدالة الاجتماعية. ” زير الصمطة أ سي بنكيران ” !! فالمغاربة اليوم وضعوا ثقتهم فيك فلا تخذلهم.