قصاصة وكالة الأنباء الفرنسية المقتضبة جدا تحدثت عن تذكير الناطق الرسمي بإسم “الكي دورسيه” بتشبث فرنسا بالحق في التظاهر السلمي، وذلك عقب مظاهرة للانفصاليين في العيون يوم الجمعة الماضي. الناطق بإسم الخارجية الفرنسية عبر عن أسفه على العنف الذي حصل. إلى هنا والكلام عادي، فالرجل عبر عن أسفه عن العنف الذي حصل وجدد تشبث بلاده بالتظاهر السلمي، لكن الطريقة التي حشرت بها وكالة الأنباء الفرنسية عدد الجرحى الذين حددتهم في أربعين شخصا، ولم تتطوع لتشرح أن الأمر يتعلق بهجوم مسلح قادته مجموعة انفصالية استهدفت دوريات متجولة وراجلة لرجال الأمن في أحياء متعددة من العيون، الوكالة لم تذكر عدد الجرحى في صفوف القوات العمومية وتركت الأمر مبهما حتى يفهم تصريح الناطق بإسم الخارجية الفرنسية على أنه موجه كلية للطرف المغربي ولم تذكر أن القوات العمومية استهدفتها مجموعات مسلحة بالحجارة والأسلحة البيضاء، وأن الأمر لا علاقة له بالحق في التظاهر، فكل التسجيلات والصور الواردة من العيون كما عاينها الوفد الصحفي الذي عاش على مدى ثلاثة أيام في المنطقة، ولم يلمس إلا اعتداءات بينة على القوات العمومية ووحدهم بعض النسوة من تابعات أميناتو حيدر وعمر بولسان من “لاس بالماس” يتحركن، ونشرت المواقع صورة الصحراوية التي سقطت وتظاهرت بالإغماء حتى تأتيها سيارة الإسعاف ويبدأ السيناريو المخدوم في الاشتغال، لكن الصورة فضحتها كما فضحت وفد منظمة العفو الدولية الذي نزل في ضيافة أمينتو حيدر، وكانت لا تحركه إلا بعد أن تتأكد أن كل مستلزمات الدعاية من ديكور وجرحى مفترضين ومتظاهرات مقموعات من أجل تحريك الوفد، كل هذا تحاشته وكالة الأنباء الفرنسية ونحن لا نطلب أن تكتب من أجلنا بل أن تكتب من أجل الحقيقة حتى و لو لم يكن لها مراسل في عين المكان. و لأن تصريح الناطق بإسم الخارجية الفرنسية غير كاف فقد لجأت الوكالة إلى تقنية “الفريڭو” من أجل تذكير زبناء الوكالة بتاريخ المشكل و على أساس أن المغرب ألحق الصحراء في 1975 بترابه الوطني بعد ذهاب المحتل الإسباني و تناست اتفاقيات مدريد و أطرافها و تناست تاريخ جيش التحرير في الجنوب و معاركه مع فرنسا المستعمرة و كيف قسم الإستعمار الفرسي و الإسباني أرض المغرب بينهما، و كيف احتلت كل قوة جزءا من التراب الوطني و كيف تم اقتسام الشمال و الجنوب و أقصى الجنوب بينهم. وعندما تتحدث عن أطراف الصراع فهي لا تتحدث عن الجزائر بل عن المغرب و البوليساريو المسنودة من طرف الجزائر إنها قمة تزوير التاريخ، فالتاريخ عند وكالة الأنباء الفرنسية يقف عند 1975 فقبل هذا التاريخ لم يكن هناك تاريخ و ماضي فرنسا الإستعماري و تآمرها مع اسبانيا على وحدة التراب الوطني و توسيعها لمستعمرتها المفضلة الجزائر على حساب باقي دول المغرب العربي، ليس تاريخا بل هو ماض تناسته وكالة الأنباء الفرنسية. و للذين يطالبون بالتظاهر السلمي نعرض صورا من العيون عن مدى احترام الإنفصاليين لحق التظاهر السلمي و للضحايا الحقيقيين: