كمال هشكار، مهرج شريط ”تينغيرالقدس، أصداء الملاح” أحدث شريط كمال هشكار ضجة إعلامية كبيرة، خصوصا أنه قد سبق عرضه على شاشة القناة الثانية، لكن من يشاهد الفيلم لا يجد فيه سببا لكل هذه الضجة ولكل ما قيل عنه، لندخل دائما في إطار الحكم على أعمال لم يشاهدها من خلق تلك الضجة، كما وقع مع العديد من العروض المسرحية أو الكتب أو العديد من الأعمال الفنية. مخرج الفيلم انتقل من تينغير إلى إسرائيل ليقابل مغاربة عاشوا بتينغير قبل عقود، أي قبل فترة ترحيلهم إلى إسرائيل، الفيلم مليء بالشهادات التي تثبت أن المغرب كان ولا يزال بلد التعايش والتسامح الديني، حيث أبدى المغاربة الذين ذهب بعضهم إلى إسرائيل لتحقيق الحلم اليهودي ندما شديدا وارتباطا كبيرا ببلدهم الأم: المغرب، فمنهم من لا زال يتذكر كل صغيرة وكبيرة بتينغير ومنهم من لا زال يتكلم الأمازيغية بطلاقة بل ومنهم من قام بزيارات مؤخرا لتينغير لصلة الرحم والوقوف على ذكريات لن تنسى. ومن بين أقوى اللحظات في شريط “”تينغيرالقدس، أصداء الملاح” حين التقى المخرج بامرأة مسنة تدعى “ياقوت”، وهي التي ذرفت الدموع حين علمت أن المخرج من المغرب وقادته إلى منزل امرأة أخرى كان يبحث عنها حيث كان اللقاء مع الذكريات وتم أداء أغاني من تاريخ تواجد اليهود بالمغرب، حيث تم تسخين “البندير” وشرعت النساء في الغناء في لحظة لم يتمالك معها مخرج الفيلم نفسه وذرف دمعة تعبّر عن مدى ارتباط الإنسان بمسقط رأسه بعيدا عن الانتماءات الدينية أو العرقية…