إذا قرر أستاذ في التاريخ أن يصبح مخرجا يعلم نفسه بنفسه، فسيراهن القليلون على أن فيلمه الأول سيحقق نجاحا على المستوى الدولي، غير أن هذا الامر هو ما حدث بالضبط للمخرج الفرنسي-المغربي كمال هشكار. استطاع كمال هشكار أن يخلق ضجة بفيلمه الوثائقي الأول ، بعد أن سرد حكاية فيلمه الوثائقي "تنغير-القدس، أصداء ملاح" تاريخ اليهود البربر من تنغير، وهي مدينة جبلية مغربية صغيرة. واقتنص لحظة مهمة من حياة تنغير ، أي بعد ألفي عام من التعايش السلمي بين المسلمين واليهود، حيث هاجر اليهود بأعداد كبيرة خلال الخمسينات والستينات ليستقروا في إسرائيل، و تلقوا وعودا بالحصول على وظائف وسكن وحياة أفضل. وقال هشكار في تصريح له" الحياة في الدولة اليهودية الناشئة كانت صعبة للغاية، ليس ذلك فحسب، بل تم اعتبار اليهود البربر بمثابة همجيين عند مقارنتهم بيهود وسط وشرق أوروبا". وتجول هشكار في جميع أرجاء إسرائيل بحثا عن يهود تنغير، وعرضه منهاجه الاكاديمي غير الأيديولوجي لانتقادات في بلده المغرب، حيث تم اتهامه بمحاولة تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأجاب على هذا الأمر بقوله "ليس للنزاع العربي-الاسرائيلي أي علاقة بفيلمي". وأضاف "إذا انتقل يهود تنغير إلى بابوازيا كنت سأتوجه الى هناك. تأتي معظم هذه الهجمات من أشخاص متشددين، وأنا على يقين أنهم لم يشاهدوا الفيلم". ورحبت إسرائيل من ناحية أخرى بالفيلم، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان عسقلان. كما حصل على آراء ممتازة في سان فرانسيسكو وبروكسل وعرضته جميع المراكز الثقافية الفرنسية في المغرب.