“سعيد الفيلالي”، هو موزع موسيقي، عازف أورك ومغني، شارك في العديد من المهرجانات الفنية وحصل على العديد من الجوائز بها، مثل المغرب في عدة دول منها لبنان والإمارات والأرجنتين، سويسرا، اسبانيا، وفرنسا. الفن بالنسبة له هو الرقي بأي بلد وفي أي مجال، فإن كان هناك فن راقي فأكيد البلد سيكون راقيا. في حواره مع “أكورا بريس” يقربنا الفنان سعيد من مساره الفني ومن عمله كموزع موسيقي. حدثنا عن البدايات الأولى لولوجك عالم الموسيقى والتوزيع؟ بدايتي كانت مع التوزيع الموسيقي التي أتت انطلاقا من تجربتي الموسيقية كعازف أورك، والتي خولت لي حفظ العديد من الأغاني، فلاحظت أن الموسيقى العربية تتجه دائما نحو التطور والرقي، ووجدت أن الموزعين الموسيقيين كان لديهم دور كبير في الانتقال من موسيقاهم إلى مستوى الرقي والعالمية، لذلك فكرت أنا أيضا في أن أتجه بالموسيقى المغربية نحو الرقي والعالمية، فاخترت مجال التوزيع، ومن هنا كانت بدايتي، حيث قمت بإعادة توزيع بعض الأغاني المغربية التي عن طريقها وصل إسمي إلى العديد من الفنانين وكنت معروفا في البداية بإسم “سعيد أزغيمة” لكنه أصبح إسمي الفني بعد ذلك “سعيد الفيلالي”. عملت في التوزيع لمدة طويلة وعملت مع فنانين كبار من قبيل: محمود الإدريسي، وفلة الجزائرية التي قمت بتوزيع أربع قطع لها، ابراهيم بركات، نزهة الشعباوي، كذلك اشتغلت مع ملحن كويتي أبو السعود، والملحن السوري مازن الأيوبي الذي لدي مشروع غنائي معه إن شاء الله، بالإضافة إلى فنانين آخرين. لما اخترت العزف على آلة الأورك دون غيرها من الآلات؟ في البداية عزفت آلة العود ووجدتها آلة رائعة لها عشاقها الكثيرين، لكنني صراحة وجدت راحتي في العزف على آلة الأورك، وما يبقى أساسي هو الاجتهاد في توظيف روح الألات الأخرى وترجمتها في الأورك الشيء الذي يتطلب منك بحث كبير في هذه الآلات. ماهي الأعمال التي قمت بإعادة غنائها وقربتك كثيرا من الجمهور؟ قمت بإعادة قطعة ”خذني معك” للفنان فضل شاكر ويارا والتي لاقت صدى طيب لدى الجمهور. أعشق كثيرا فن الراي وأجد راحتي فيه، لكنني أحب فن الراي الأصيل الذي يعتمد على كلمات ذات معنى جميل، لذلك قمت بإعادة أغاني محمد لامين “c' est trop tard « و” سمعي مني الحقيقة”. ولاحظت أن هذه الأغنية نالت إعجاب الجمهور لأنهم كانوا مشتاقين لأغاني الراي القديمة والتي كانت موزونة بكلامها وألحانها وتوزيعها، لذلك فكرت في عمل البوم خاص بأغاني الراي وأسميه “الزمن القديم” وأصبحت فكرة تتدارس في ذهني. بعدها التقيت بالأستاذ مازن الأيوبي واقترح علي أن نقوم بإعادة أغنية c est trop tard” ” بكلمات لبنانية وتوزيع جديد وأن تسجل في لبنان بمستوى عالي، أعجبتني الفكرة فقط نحن ننتظر الوقت المناسب لتنفيذ هذه الفكرة. أيضا أعدت أغنية “موجوع” و”غريبة الناس” للفنان “وائل جسار” والحمد لله فقد لاقت إعجاب الجمهور. وبالنسبة للقائي بالفنانين “مراد القصراوي” و “عدنان الخالدي” و “نبيل هرباز” فقد كان لقاء فنيا عندي في استوديو الأمل، وعندما سمع نبيل هرباز بعض الأغاني التي أعدت غنائها قال لي لما لا تغني؟ قلت له طبعا أحب ذلك فأعطاني ديوانه وطلب مني أن أختار ما يعجبني من الأغاني، نفس السؤال سأله لي عدنان الخالدي فقلت له أن سبب عدم غنائي هو عدم إيجادي كلمات جميلة ومعبرة لأنني أحب أن أغني بإحساس فأسمعني أغنية “منار حياتي” التي أعجبتني حيث وجدت فيها كلمات هادفة ومعبرة، وكوني أؤمن بالتخصص طلبت من الأستاذ مراد القصراوي أن يقوم بتوزيعها، وقمنا بتسجيلها وهي الآن مطروحة في الساحة الفنية ونحن في انتظار آراء الجمهور. على ماذا تركز في أعمالك، هل تركز على الجودة والرقي بالموسيقى المغربية أم أنك فقط تركز على إرضاء الجمهور وبالتالي طرح أي عمل حتى وإن لم يكن في المستوى الجيد؟ بالعكس، أهتم دائما بجودة الأعمال ولا أقوم بتوزيع أو إعادة الأغاني إلا بعد اقتناعي انها أغنية جميلة وهادفة، أول شيء يثير انتباهي سواء في أعمالي أو أعمال المغنيين هو الكلمات، فإن كانت الكلمات جميلة حتما حتى التوزيع والألحان والغناء سيكون كذلك فالكلمات في نظري هي أساس الأغنية . ماهي مشاريعك المستقبلية التي ستقدمها للجمهور؟ لدي مشروع مع الفنان “هشام السباعي” وهو كاتب وملحن ومطرب وقد أعطاني مؤخرا بعض الأغاني التي سمعتها ونالت إعجابي،وكذلك مع الأستاذ عدنان الخالدي ونفس الفريق الذي اشتغلت معه في قطهة “منار حياتي”، وأتمنى أن أقدم ف المستوى كي ينال إعجاب الجمهور، حيث إذا ظهر أي عمل من طرف أي كاتب أو ملحن شرط أن يكون راقيا سأوافق عليه بطبيعة الحال. وفي الأخير أتقدم بالشكر الجزيل لموقع “أكورا بريس” وأتمنى له الاستمرار والنجاح دائما.