كتب "الأمير" هشام العلوي في تدوينة على حسابه الفيسبوكي، أمس الأحد 5 يناير الجاري، أنه حزين ومندهش بسبب "تعرض قاصرين مغاربة لم يتجاوز عمرهم 18 ربيعا للسجن بسبب تدوينات في شبكات التواصل الاجتماعي أو ترديد أغاني. وأضاف أن "الأحكام بسبب حرية التعبير اعتداء وفي حالة قاصرين تعتبر إعداما". لا تحزن ولا تغضب "سمو الأمير"، أليس لديكم دور في تلقين مثل هؤلاء الشباب أو القاصرين، كما وصفتهم، بما له وما عليه وفيما هم مخطؤون وفي ما هم محقون، وفق ما هو مسطر في القوانين المغربية والمواثيق الدولية، بشكل متوازن، وعدم الاكتفاء بتبرير تهورهم بالنصوص الجافة المسطرة في المواثيق الدولية، والتحليلات الكيدية التي تطلقونها حسب المزاج؟. لماذا لا تقم بهذا الدور، وأنت المفكر المنظر المحاضر والسياسي الحقوقي العابر للحدود؟ هل يمكن قبول كل ما يقدم عليه أبناؤنا من تعبير، سواء بالكتابة أو الغناء، وتصنيفه في خانة حرية التعبير والرأي، هكذا خام، وأنت تعلم أن الحق الوحيد، غير المقيد هو الحق في الحياة، وأن باقي الحقوق ليست مطلقة، وأنها تخضع لمساطر قانونية وفق المشروعية والتناسب، وأن حرية التعبير حين تنساق إلى العنف المادي أو اللفظي تدخل صاحبها مباشرة إلى مقتضيات القانون الجنائي، وهذا ما حدث بالضبط للشابين "أيوب" و"حمزة" ولمعتقلي أحداث الحسيمة؟ لماذا تخفي عنوة أن المرجعيات الدولية في حقوق الإنسان، والقانون الدولي العرفي تحذر من انسياق حرية التعبير الى العنف المادي واللفظي؟ أم الهدف بالنسبة إليك وإلى حوارييك، هنا في المغرب، هو الركوب على كل حالة لتسفيه مؤسسات البلاد والعباد، والتمسك بلازمة أن القضاء ظالم وغير مستقل في كل وقت وحين؟ لماذا لا توضح وتشرح للشباب معنى "الشعب" الذي ترفعون باسمه الشعارات الكبرى بسقوف عالية جدا، وفي الوقت نفسه تقحم الملكية بتأويلاتك وطوحاتك الزائدة عن اللزوم؟! لا تغضب "سمو الأمير" فليست هناك ازدواجية في انتقاء المحاكمات، فأنت وحواريوك، وباقي الذين في قلوبهم مرض، من يروجون بأن "الملكية في مواجهة صريحة مع الشعب".