قام رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني، اليوم السبت بالداخلة، بتفقد حملة طبية متعددة الاختصاصات منظمة لفائدة مواطني جنوب الصحراء المقيمين بالمدينة، وذلك بمناسبة الدورة الخامسة لمنتدى "كرانس مونتانا"، المنعقد ما بين 14 و17 مارس الجاري. وقام رئيس الحكومة رفقة وزير الصحة، السيد أناس الدكالي، ووالي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب، السيد لامين بنعمر، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية بجولة في مرافق مستشفى الحسن الثاني بالداخلة، حيث التقى بعدد من المستفيدين من مواطني جنوب الصحراء واطمأن على حسن سير هذه الحملة الطبية. كما قام السيد العثماني والوفد المرافق له بجولة في مختلف أقسام المستشفى، حيث قدمت للحاضرين شروحات ومعطيات حول مختلف مرافق هذه المؤسسة الاستشفائية الجهوية، التي تضطلع بدور مهم في مجال الرعاية الصحية بجهة الداخلة – وادي الذهب. وأوضح السيد الدكالي، في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أن هذه الحملة الطبية تندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية في مجال الهجرة التي أرسى دعائمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تشمل تقديم مجموعة من الخدمات الاجتماعية والصحية لفائدة هذه الفئة من المهاجرين. وأوضح الوزير أنه "يمكن للمهاجرين الولوج بالمجان إلى المستوى الأول من الخدمات العلاجية والأدوية، ثم هناك المستوى الثاني الاستشفائي الذي تطمح الحكومة إلى إطلاقه مستقبلا. ولذلك، يظل الحل الوحيد هو تنظيم حملات طبية ليستفيد المهاجرون من التخصصات التي يتعذر عليهم الاستفادة منها على مستوى المراكز الصحية الأولية". وخلال هذه الزيارة، أعرب السيد بيير أندري سيني، في كلمة باسم مواطني جنوب الصحراء المقيمين بالداخلة، عن شكر وامتنان هذه الفئة من المهاجرين للسلطات المغربية والفعاليات المحلية بالجهة لما يتمتعون به من احترام ورعاية واهتمام خلال مقامهم بالمدينة. وتهدف هذه الحملة، التي تنظمها المندوبية الإقليمية للصحة بتأطير من المديرية الجهوية للصحة للداخلة – وادي الذهب، إلى تحسين ولوج هذه الفئة، البالغ عددها حوالي 1600 نسمة، إلى الرعاية الصحية المتخصصة، من خلال إجراء 500 استشارة متعددة التخصصات بمستشفى الحسن الثاني بالمدينة. وتشمل هذه الحملة الطبية، المنظمة في إطار التعاون جنوب – جنوب، استفادة المهاجرين المقيمين بالداخلة، على مدى يومين، من خدمات التشخيص المتمثلة في الفحص بالأشعة والتحاليل الطبية، إلى جانب إجراء عدد من التدخلات الجراحية. وتندرج هذه المبادرة في إطار برنامج خاص لوزارة الصحة لفائدة هذه الفئة، كما تأتي تفعيلا لاستراتيجية الوزارة الرامية إلى تقليص المواعيد بالمؤسسات الاستشفائية إلى صفر يوم جراحة، من خلال تعبئة أطر صحية تتكون من 17 طبيبا اختصاصيا واثنين من الطب العام، بالإضافة إلى ممرضين وتقنيين وإداريين. ويمتد عمل الطاقم الطبي، خلال هذه الحملة، على مراحل، بداية من عملية فرز المستفيدين وتقديم استشارات وفحوص متعددة التخصصات، ووفقا للحالات المعروضة عليهم، إلى مباشرة تدخلات جراحية فورية في الحالات المستعجلة. وتقدر التكلفة المالية لهذه الحملة الطبية، المنظمة بشراكة مع جمعية أطباء وادي الذهب الكويرة وجمعية الممرضين بالداخلة، بما مجموعه 50 ألف درهم، سيتم تخصيصها من ميزانية وزارة الصحة من أجل تغطية تكاليف التأهيل والخدمات اللوجستية. وتأتي هذه الحملة الطبية في سياق مخطط الصحة 2025، الذي ينص في محوره الاستراتيجي الثاني على تطوير الصحة المتنقلة، من خلال دعم مبادرات الطب التضامني في إطار القوافل الطبية المتخصصة لفائدة الساكنة المحتاجة.