يتوجه اليوم أزيد من 35 مليون ناخب إسباني إلى صناديق الاقتراع لاختيار 350 من ممثليهم في مجلس النواب (الغرفة السفلى للبرلمان), و208 في مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان) بمناسبة هذه الانتخابات التي تعد الحادية عشر في تاريخ الديمقراطية في إسبانيا. وقد شرع الناخبون الإسبان في الإدلاء بأصواتهم, صباح اليوم الأحد, وذلك لانتخاب ممثليهم بالبرلمان برسم الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها, التي تجري في سياق يتسم بتأثير الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة على هذا البلد والتي كان من مخلفاتها خمسة ملايين عاطل عن العمل. وأكدت مختلف استطلاعات الرأي على حظوظ الحزب الشعبي اليميني الكبيرة لتحقيق فوز كاسح في هذه الانتخابات التي تجري في ظروف تعرف فيها إسبانيا أزمة غير مسبوقة التي كان من نتائجها حوالي 5 ملايين عاطل. ويشارك اليمين المحافظ وهو على ثقة كبيرة بالفوز بهذه الانتخابات , التي من المقرر أن تحمل مرشحه ماريانو راخوي لرئاسة الحكومة ودخول البلاد في عهد يضع حدا لحكومتين اشتراكيتين متتاليتين (2004-2008 و 2008-2011) , تحت قيادة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو. وقد تابع هذا الأخير كيف تراجعت شعبيته بشكل متزايد بسبب العديد من التدابير التقشفية التي اتخذها منذ عام 2010 , أمام اقتصاد تأثر بالأزمة وانفجار الفقاعة العقارية. وأدت تدابير تقشفية غير شعبية اتخذها الحزب تحت ضغط من المؤسسات المالية الدولية إلى فقدانه تعاطف عدد كبير من الناخبين. وقد دخلت اسبانيا التي تضررت من الأزمة وانفجار الفقاعة العقارية, منذ نهاية 2008 في حالة من الركود, حيث ارتفع معدل البطالة من 6ر8 في المائة 2007 , إلى 21 في المائة حاليا. ويبدو أن نهاية النفق ليست قريبة بسبب ركود الاقتصاد الإسباني في الربع الثالث من عام 2011 . وكشف استطلاع حديث للرأي , أجراه مركز البحث الاجتماعي, ونشر عشية إطلاق الحملة الانتخابية أن الحزب الشعبي سيفوز بنسبة عالية في الانتخابات المبكرة ليوم 20 نونبر , من خلال حصوله على ما بين 190 و 195 مقعدا برلمانيا مقابل 116 و121 مقعدا لغريمه الحزب الاشتراكي. وحسب مختلف الخبراء السياسيين في اسبانيا , فإن تحقيق مثل هذا الانتصار الساحق الذي لم تشهده الديمقراطية الإسبانية في تاريخها , سيكون بإمكان حزب سياسي التوفر على العديد من السلطات المؤسساتية , حيث أن الفوز بما يزيد عن 190 مقعد في البرلمان , سيمكن محافظي الحزب الشعبي من الحكم لوحدهم , في وضع مريح, دون الحاجة إلى إجراء تحالفات مع التشكيلات سياسية الصغيرة. ومن المنتظر أن يؤدي الحزب الاشتراكي ثمن تدبير أزمة اقتصادية ومالية صعبة ضربت البلاد مع تسجيل معدل بطالة قياسي, أدى إلى تزايد استياء المواطن. وقد فتحت مكاتب التصويت أبوابها على الساعة الثامنة بالتوقيت العالمي حيث ستتواصل عمل التصويت إلى حدود السابعة مساء بالتوقيت العالمي. ومن المنتظر أن يتم تنظيم ندوة صحافية بعد ذلك من قبل الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة خوسي بلانكو، وكذا وزير الداخلية أنطونيو كماتشو لإعلان النتائج الأولية الرسمية.