ورفع المتظاهرون الذين قدموا من مدن عدة وتجمعوا أمام مقر البرلمان في العاصمة لافتات تستنجد بالشعب كتب عليها “كلنا أبناء الشعب”، واخرى تتوجه للمقاطعين كتب عليها “نحن عرضة للتشرد جراء المقاطعة” و”عار عليك يا أخي أن تضع حقي في خطر”. ورد د المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة بالتدخل من بينها “العامل في خطر، الفلاح في خطر”، وارتدوا سترات كتب عليها “تعالوا نتصالح” وهو شعار حملة إعلامية بعروض تفضيلية أطلقتها الشركة قبل أسابيع لاستمالة المقاطعين. وإضافة الى “سانترال دانون”، تستهدف حملة المقاطعة التي انطلقت في 20 نيسان/أبريل على موقع “فيسبوك” من دون أن يتبناها أحد، شركتي “أفريقيا” لمحطات توزيع الوقود و”سيدي علي” للمياه المعدنية. وتسعى للضغط على هذه الشركات المستحوذة على أكبر حصة من السوق في قطاعاتها، لخفض الأسعار. وقال علاء الدين (39 سنة) العامل الذي أتى من مدينة الجديدة (غرب) “نحن إخوة ونتفق مع المقاطعة، لكن نقول كفى فالرسالة وصلت ولا يعقل أن يضرب المغاربة بعضهم البعض”، مشيرا إلى “مصير مئات العمال المؤقتين الذين قررت الشركة تسريحهم بسبب المقاطعة”. وتتوقع “سانترال دانون” المملوكة للشركة الفرنسية “دانون” تراجع رقم تعاملاتها في النصف الأول من 2018 بنسبة 20 بالمئة بسبب المقاطعة. وأعلنت تسريح عمال تربطها بهم عقود عمل موقتة لم تحد د عددهم، كما قررت خفض تزودها من الحليب المجم ع لدى نحو 120 ألف فلاح بنسبة 30 بالمئة. وقالت مريم التي أتت من سلا برفقة طفليها إن “زوجي يعمل بهذه الشركة وأنا هنا للتضامن معه ومع كافة العمال، هذه المقاطعة ظلم في حقنا ولا مبرر لها فثمن الحليب موحد ولم يرتفع، لماذا لا يقاطعون الشركات الأخرى؟”. ودعت الحكومة المغربية الأسبوع الماضي إلى وقف المقاطعة بسبب “تأثيرها السلبي على مستوى التشغيل في الشركة المعنية وفي تعاونيات الحليب المرتبطة بها”. ولم تعلن الشركتان المالكتان لعلامتي “أفريقيا” و”سيدي علي” عن أية أرقام بخصوص تداعيات المقاطعة. وقال وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الدوادي في لقاء تلفزيوني السبت إن هاتين الشركتين لم تتأثرا “بشكل كبير” بتداعيات المقاطعة بخلاف “دانون”. وكشف استطلاع للرأي شمل أكثر من 3700 شخص ونشرته جريدة “ليكونوميست” قبل أسبوعين أن 74 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع سمعوا عن المقاطعة، و57 في المئة يستجيبون لها، وأن “الطبقة الوسطى تقود المقاطعة”.