والذي حدث أن "شلة اليسار" وباقي المتضامنين ضاعوا وتاهوا وسط كثرة أتباع " العدل والإحسان "، الذين استولوا على مقدمة المسيرة ووسطها وآخرها، في سياق كرنفال استعراض عضلات "الجماعة" ، فقد لاحظ متتبعون وشهود عيان أن "العدل والإحسان" سخرت لوجيستيكها منذ الصباح لرسم المسار العام للمسيرة والتحكم في أولها ووسطها وآخرها. وهذا ما يفسر أن 99 في المائة من إجمالي المشاركين في المسيرة كانوا من أتباع الجماعة نفسها. بعض المتتبعين والشهود عيان اقروا أن استعراض جماعة "العدل والإحسان" لعضلاتها بهذه الطريقة، قد يسيئ لمطالب إطلاق سراح المعتقلين وعودة التهدئة إلى الحسيمة، خاصة أن الجميع يعلم أن الجماعة إياها تعمدت هذا الركوب على معاناة ساكنة الحسيمة واستمرار احتجاجهم لما يزيد على ستة أشهر من أجل مطالب اجتماعية واقتصادية، في الوقت الذي تطرح فيه "العدل والإحسان " مطالب سياسية تتعارض مع الدين ومع دستور البلاد. وهذا ليس بغريب عن طريقة احتجاج "الجماعة"، فقد ألفت الركوب على الأحداث، وكانت كل مرة تريد أن تظهر للآخرين بأن لا شيء يسير قويا بدونها. وكأن حال لسانها يقول، هذه المرة، لأهل الريف: "لن تفلحوا في شيء ما لم تبايعوني قائدة لاحتجاجاتكم".. إنها قمة الوصولية والجبن والغلو في الأماني والخرافة.