في دستور 1996 أو دستور 2011 أو حتى في أدبيات الذين يطالبون بملكية برلمانية، لا أحد تجرأ على كتابة مكتوب ماس بالاحترام الواجب لرئاسة الدولة المغربية. هناك في الوسط الصحافي أكثر من مرتزق وأكثر من زنديق، حتى وإن دفع بالمبدأ في الواجهة فقط من أجل الحصول على مال المستشهرين، لكنه يبقى مرتزقا إشهاريا لا يهمه في الأول والآخر إلا الدرهم، ومن أجل الدرهم الإشهاري أو غيره يتحرك، لكنه يُلَبِّسُ مواقفه لبوسات مبدئية ولا تهمه إلا الأرصدة. وكلما نضب رصيده يرفع وتيرة الدفع بما هو مدر للاستشهار حتى لا ينضب معينهُ، وهي استراتيجية لجأ إليها نيني حتى يضمن الصنبور لمسائه. وهو حال علي صاحب المنتحرة الجريدة الأولى، الذي يضع نفسه الآن خارج السياق العام، ولكنه يستفيد ماديا من السياق بقبول إشهارات الأحزاب المتبارية في الانتخابات حتى ولو وضع نفسه في خانة المقاطعين. لو طالب علي بما يطالب به البوليساريو لناقشته وانتقدت خياره غير الانفصالي، لو طالب علي بالملكية البرلمانية لناقشته كما حصل مع كل الذين يطالبون بتوسيع اختصاصات رئيس الحكومة، وحتى إن انتقدته فلن أنتقد إلا رأيا، لكن علي لبس جبة عبد الله بن المقفع كأن الزمن زمن قطع الرؤوس، زمن كَلِيلَة ودِمْنَة ليكتب مقالا ساقطا سماه “أول الكلام” تحت عنوان “الملك العاري” وهو مقال لا علاقة له بالرأي يقدم قراءة بليدة لواقع المغرب من منضور الشاطر حسن، أحد رهائن التجربة الصحافية المقبلة لعلي الكافوري. وقبل العودة إلى علاقة الشاطر حسن بمقفعات علي الكافوري الذي لعب دور الأخشدي طوال تجربته الصحفية لفائدة سيوف الدولة ومن يدفع أكثر قبل أن يهاجر إلى العالم الافتراضي، نُذكر بتجربة علي أنوزلا المدثر المكسي بفلوس الناس في الصحافة غير المستقلة عن ذوي النفوذ. تجربة الجريدة الأولى لم تخلق من عدم بل كان فيها وزير سابق في حكومة التناوب وشخص آخر مرتبط بالساحة الإسبانية الذي مكن الجريدة على دفعتين بأكثر من عشر ميزانيتها في أواخر شهري 2004 مع العلم أنه لا يوجد في لائحة المؤسسين مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مغزى هذا الدعم المالي الخارجي الآتي من إسبانيا و عن دور بعض الأطراف المرتبطة بنوايا مُبَيَّتَة ضد المغرب بهذا الدعم المالي. سنتين بعد ذلك سيدخل دائما الدعم الخارجي بأكثر من مليون درهم عن طريق مراسلي شرايبر في المغرب من أجل إعادة هيكلة الجريدة، بعد إقبار الجريدة الأخرى و ذوبانها في المرحومة نيشان عاد علي المدثر المكسي بفلوس الناس لتأسيس الجريدة الأولى بفلوس الناس من الصحافيين وغيرهم، منهم سفير للمغرب في إحدى دول أمريكا اللاتينية وأخ أحد الزعماء السياسيين في اليمن الليبرالي وأحد الأشخاص الذي يحمل أكثر من جنسية منها جنسية إحدى دول إفريقيا السمراء قبل أن تذهب التجربة من جديد إلى الأفق المسدود. ويوم كانت التجربة تنحو نحو الباب المسدود دق علي المدثر المكسي بفلوس الناس كل الحوانيت عله يظفر بما يضمن به استمرار التجربة التي تعطيه الحق في لقب مدير جريدة، وكان من بينهم أحد الكبار من الشمال الذي وظف ثورة أحد النافذين الكبار وثاني اثنين في المرحلة الأكثر دموية في مغرب ما بعد الاستقلال، ومع ذلك لم يتساءل دقيقة واحدة عن مصدر الأموال التي كان يستغيث بها لتدخل جيبه. الآن علي المدثر المكسي بفلوس الناس يدير موقعا إلكترونيا لا يخدم فيه إلا مصالح ذوي النفوذ والأرصدة وأكبر النافذين في العقار منهم الغريمين الشعبي و الضحى بالإضافة إلى إعلانات وزارة الداخلية و أحد الفاعلين الكبار في الاتصالات. تجربة العالم الافتراضي لا تحقق السطوة المطلوبة، ولهذا كان لا بد من البحث عن العودة إلى العالم الورقي والعودة هاته المرة أسست لها المشاركة بهولندا في ندوة حول 20 فبراير بالمغرب، مع وعد بإطلاق يومية ورقية جديدة والثمن كان حُسن الإصغاء ومقالات الخدمة التي كان من باكورتها مقال “الملك العاري” هذا المقال فكرته الأساسية الدفاع عن وجهة نظر الشاطر حسن والترويج لكلامه حول دسائس المحيط. الشاطر حسن يعتبر نفسه ضحية ويختزل كل مشاكل المغرب في خروجه ودخوله إلى المحيط الملكي ويلعب دور كافور الأخشدي في علاقته بسيف الدولة الهمداني، إذا دخل المحيط مدحه وإذا خرج من المحيط هجاه في خلوته و عن طريق كَتَبَتِه. مشاكل المغرب تتجاوز ماضي وحاضر ومستقبل حسن أوريد، ولا يمكن البتة أن يربط المغاربة قياس ديمقراطية الدولة وانفتاحها بموقع حسن أوريد داخل المربع الذهبي إذا كان داخلا فالأمور جيدة، وإذا كان مبعدا فهي غير ذلك على شاكلة ترهات “أول الكلام” في لهم الشاردة. عودة الشاطر حسن إلى المربع لن يفرضها لا عبد الله ابن المقفع و لا كليلة ودمنة ولا علي الكافوري المدثر المكسي بالدفاع عن المصالح الضيقة. اليوم يدافع عن أوريد، وأمس واليوم وغدا يلبس جبة مولاي هشام، وقبل أمس الأمس ولا زال لابسا جبة الانفصال المناهض لوحدة المغرب أكان في الريف أم في الصحراء أو يظن أن الذي أخاط له المقال أذكى، وأنه دثره بالكلام الكبير وأوهمه أن غيره عار، كلا بل هو العاري ويعرف الجميع أن تكتيك كافور الأخشدي مفضوح، والقرار الأول والأخير يبقى لصاحب الشأن ولن تغيره لا “الجريدة الأخرى” ولا “الجريدة الأولى” ولا “لكم” وبالأحرى أن تكون مصداقية كاتبه من نوع مصداقية علي المدثر بفلوس الناس و الأجندات الأخرى. أما نبرة احترام المؤسسات التي تم بها تأثيث مقال الملك العاري فهي جواب خاطئ، خاطئ، خاطئ على طول الخط، لأن تجربة كافور الأخشدي مع سيف الدولة الهمداني هي تجربة كانت وانتهت، وابن المقفع جزء من تراث الزمن الماضي، أما الآن وحدها المسؤولية والوضوح في المواقف تفيد المطلوب أما المقفعات والضرب تحت الحزام فهو سلوك العقليات المُحَنَّطَة التي لا يمكن أن تنتمي اليوم و غدا لعصور الأنوار. أكورا بريس: الأفلاطوني ناقر الفأرة الالكترونية في 13 نونبر 2011 وللقراء والمهتمين حق الحكم بعد قراءة ما كتبه الزميل علي في عموده أول الكلام: “الملك العاري”