يتداول ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا قضية شركة ناشئة لبيع مستحضرات التجميل ليقوموا بتحسيس المغاربة بالنصب الذي تخفيه هذه الشركات وراءها، والتي أوقعت العديد من الضحايا داخل المغرب وخارجه. ويتعلق الأمر هنا بشركة Learn & Earn Cosmetique (L&E) التي تشتغل حسب نظام "اربح أكثر حين تجلب لنا أكبر عدد من المنخرطين" وهو ما يصطلح عليه ب"البيع الهرمي" أو "نظام بونزي"، نسبة إلى شارل بونزي، شخص إيطالي أصبح مليونيرا في ظرف 6 أشهر بفضل عملية نصب تمثلت في مكافأة استثمارات الزبناء بالأموال التي يقدمها المنخرطون الجدد. عديدة هي الصفحات التي تتواجد بالفايسبوك والتي تنبّه إلى النصب الذي تقوم به شركة Learn&Earn (تعلّم واربح)، والذي يعتمد على تقديم مكافآت في الأول لكل من يجلب المنخرطين الجدد، لكن الأمور تسوء بعد ذلك، حيث يتم توقيف الأداء، كما هو حال أحد الأطباء الشركاء في إحدى مستشفيات مدينة أسفي، الذي استثمر 70 ألف درهم في شركة Learn & Earn لكنه صار الآن يعاني من مشاكل مع شركائه وأفراد عائلته، حيث سقط الطبيب في فخ البحث وراء الربح السهل، إذ تعد الشركة منخرطيها بالحصول على 2 بالمائة من المردود اليومي، وهي المبالغ التي يحصلون عليها 70 يوما بعد انخراطهم الأول. ووسط هذا النقاش الدائر حول هذه الشركة، نشرت هذه الأخيرة خلال الأسبوع الماضي شريط فيديو على موقع يوتيوب يؤكد من خلاله الرئيس المدير العام، زكرياء فتحاني، على قانونية نشاطه، كما أنّه أصدر بلاغا يشرح فيه أن شركته هي قصة نجاح مغربية 100 بالمائة، مضيفا أن الافتحاص المالي الأخير الذي أجرته الشركة أكبر دليل على أنها تشتغل في إطار قانوني. بالمقابل، سبق لمجلة "تيل كيل" أن نشرت تحقيقا حول شركة "إيرن أند ليرن"، التي تقول إنها تشتغل في مجال مستحضرات التجميلات المصنوعة من زيت أركان، حيث يفيد التحقيق أن حديث الشركة عن تسويق منتجاتها للخارج، وبالضبط لدول الخليج، أمر غير صحيح لأن المجلة اكتشفت "غياب أي نشاط تجاري" في الحصيلة المحاسباتية للشركة سنة 2013، وهي السنة التي خرجت فيها هذه الشركة للوجود. ولعل ما يقلق ناشطي الفايسبوك الذين يرغبون في تحسيس المغاربة بخطورة مثل هذه الشركات، هو أن من بينها شركات تقوم بتسويق مشروبات الطاقة ومنتوجات تتوفر على خصائص خارقة…وعلى الصعيد القانوني، يظهر أن هناك تحركات تسعت لمحاربة هذا النصب، حيث تم القبض على سوداني، شهر يناير الماضي، نظرا لنصبه على حوالي 6000 مغربية عن طريق شركة خيالية، إذ كان يعد "المستثمرين"بالربح السريع والأسفار عبر العالم وتخفيضات قد تصل إلى 40 بالمائة في كراء السيارات وليالي المبيت بالفنادق، كل هذا مقابل أن يأتيه المنخرطون بأعضاء جدد تحت ضمانتهم. ولهذه الساعة، لا يكف الفايسبوكيون عن نشر الحقائق التي تثبت النصب الذي تقوم به شركة Learn & Earn وشركات أخرى لتراكم الثروات الطائلة على حساب سذاجة أو ربما طمع العديد من الأعضاء الذين يقعون فريسة سهلة لمثل هؤلاء الباحثين عن الاستغناء في ظرف وجيز.