كشف عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة، خلال لقائه صباح اليوم السبت، مع عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن السبب الذي جعله ينشئ صفحة على الفيسبوك هو رغبته في التعرف على شعب الفيسبوك، والتواصل معه عن قرب. وأكد عبد الاله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وهو يفتتح صفحته صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، والتي استطاعت بلوغ أزيد من 48 ألف متابع، وهو رقم قياسي حصلت على إثره الصفحة على الشارة الزرقاء من شركة "فايسبوك"، أن وسائل التواصل الاجتماعي وبالرغم من عدم إلمامه الكبير بها، إلا أنها تبقى مؤثرة في ما يقع من أحداث وتطورات، وذلك لأنها فضاء يسمح بتبادل الآراء والأفكار بين الناس. وأضاف ابن كيران، أن فئة المدونين لهم تأثير في الأحداث التي يشهدها المغرب من حين لأخر، وذلك من خلال التفاعل الجدي، مشيرا إلى أن ما يطبع هذا العمل هو حيز الحرية المتاح في هذه الوسائل، كما أنهم فئة تدافع عن المنطق بغض النظر عما يكون الشيء المدافع عنه. وناشد ابن كيران المدونين بمراقبة عمله والدفاع عما يرونه قرار صائبا ومنطقيا، وإرجاعه إلى الصواب إن كانت قراراته خاطئة. ونوه بالإنجازات التي حُققت في عهد ولايته على رأس الحكومة المغربية، كتخفيض نفقات المقاصة، والمديونية، وإلغاء التوظيف المباشر، كما دافع عن القرارات الحكومية التي اتخذها، معتبرا أنها تخدم المواطن أكثر مما تضره، ومن ذلك قرار الخدمة الإجبارية في المناطق النائية الخاص بالأطباء والممرضين الذي أثار احتجاجات عليه، مشددا على أنه لن يتراجع عن القرار ين الحكوميين ولو تم "الاحتجاج عليه بسكان الصين الشعبية".
وفي حديثه عن مشكلة التعليم بالمغرب، أكد ابن كيران، أن هذه الاشكالية لا ترتبط بالحكومة لوحدها، بل هناك العديد من المتدخلين فيه، مشيرا إلى أن الميزانية المرصودة لهذا القطاع جد مهمة، ذلك أنها تناهز 50 مليار درهم من إجمالي ميزانية المغرب، مبرزا أنه منذ مجيئه للسلطة أنهى الإضراب في التعليم، وهذا بحذ ذاته إنجاز مهم، وإن كان غير كاف، يضيف بن كيران. وأشار ابن كيران إلى أن إنهاء فترته الحكومية الحالية يعد إنجاز ا في حذ ذاته، نظرا لما يواجهه من مقاومات، غير أنه استدرك بالقول إن "أثر هذه الحكومة يظهر في ما حققته من إنجازات وإصلاحات لصالح المغاربة
وأبرز ابن كيران خلال اللقاء التواصلي الذي نظمه حزب العدالة والتنمية يومه السبت بالمقر المركزي للحزب بالرباط، مع ثلة من المدونين المغاربة، أن المغرب بلد مبارك، وله تاريخ اسطوري يميزه عن باقي البلدان، مضيفا أنه منذ الاستقلال شهد المغرب تكون ثلاث كتل أثرت في الحياة السياسية المغربية. وتابع أن هذه الكتل ضمن فئة من الرجال الأقوياء الذين دافعوا عن المغرب بعيدا عن أي توجه ايديولوجي، غير أنهم كانوا يأخذون مقابل خدمتهم للوطن صلاحيات يساهمون بها في الحكم، وغير مرتبطة بالامتيازات المادية، أما الفئة الثانية فقد ضمت اليسار المتطرف وبعض الاسلاميين، ورفضت المؤسسة الملكية وتأثرت بالأوضاع في المشرق العربي، أما الفئة الثالثة، فقد ضمت تيارا قبل بالملكية، واعتبرها مكملة له. وأوضح ابن كيران أن الفئة الثانية لم تتمكن من إسقاط النظام، بل بالعكس ساهمت محاولاتهم في تقويته، وبالتالي حسمت المعركة السياسية لصالح الدولة، في إطار التحول لصالح الاصلاحات، وبالتالي فقد وجدت الدولة المغربية نفسها في مواجهة جهات تريد الحلول مكانها، ومنازعتها على الصلاحيات. وأشار ابن كيران، إلى أن تعايش الفئة السياسية التي جاء بمنطق الامتيازات، والأخرى التي جاءت بمنطق المبادئ، خلق مشاكل تجلت في الرغبة في الامتيازات، ذلك أن أصحاب المبادئ تخلوا عن مبادئهم وانسلخوا منها، وانجروا إلى البحث عن المصالح، وهي الفئة الطاغية في المغرب خلال الوقت الراهن. وحذر بن كيران مما وصفها ب"مصيبة الفساد" المستشري في الدولة، مشيرا إلى أنه من الصعب معرفة حقيقته أو كشفه، ذلك أنه لا يُعرف إلا بالفضح، معتبرا إياه "الخطر الأساسي الذي يحذق بالمغرب"، مبينا أن "تعفن الحياة السياسية هو الخطر الكبير الذي يهدد المغرب، وذلك من خلال تواطؤ فئات مع بعضها والبحث عن الامتيازات والمصالح، دون النظر إلى الأوضاع الداخلية التي تتدهور بفعل هذا الفساد".