شارك صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون،و امباركة بوعيدة، الوزير المنتدبة في الخارجية، بحضور سفير المعرّب بمدريد فاضل بنعيش،اليوم الاثنين 13 ابريل 2014، وذلك في أشغال الاجتماع الوزاري غير الرسمي المنظم من قبل المفوضية الأوربية حول سياسة الجوار الأوربية ببرشلونة والذي حضره وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي و دول حوض الأبيض المتوسط ، وترأسته فرديريكا موغريني، المفوضة السامية للاتحاد الأوربي، ووزير خارجية اسبانيا ونائب رئيس اللجنة الأوربية المفوض الأوربي لسياسة الجوار الأوربية، ووزير خارجية لتوانيا الذي ترأسه بلاده الاتحاد الأوربي. وأعرب صلاح الدين مزوار عن تثمين المغرب لهذا الاجتماع الذي يعكس إرادة حقيقية في الوصول إلى سياسة جوار أوروبية جديدة بمساهمة جميع الشركاء بناء على مقاربة شمولية تشاركية تتيح الفرصة لجميع الدول إبداء رأيها المساهمة في هذا المسلسل ومواجهة التحديات المشتركة. وعبر وزير اخارجية، عن استعداد المغرب للمساهمة بطريقة بناءة في وضع تصور مشترك لمستقبل سياسة الجوار الجديدة آخذا بعين الاعتبار دينامية التحولات التي تشهدها المنطقة و انتظارات شعوبها بما يضمن لها تحقيق السلم والاستقرار والرفاه الاقتصادي والاجتماعي . مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة لجميع الأطراف في إطار الاحترام المتبادل لخصوصيات الدول الثقافية والحضارية والسياسية وسيادتها. كما شدد على أهمية تبني سياسات مشتركة حول القضايا الإستراتيجية التي تعد موضع انشغالات مشتركة مثل محاربة الإرهاب والتطرف والتنمية المشتركة و مسالة الهجرة وتنقل الأشخاص وتدبير الأزمات مع استحضار تجربة في جميع هذه المجالات. كما أكد الوزير على أهمية إعطاء أولوية لقضايا التنمية وتقاسم الثروات بين ضفتي المتوسط مشددا على ضرورة أخذ السياسات الاقتصادية الأوربية لهذا المبتغى، وعلى أهمية تدفق الاستثمارات الأوربية نحو جنوب الأبيض المتوسط في دعم التنمية بهذه الدول. مع تشجيع التعاون جنوب جنوب.
و كانت حسب صحيفة "إلموندو" الاسبانية، الدائعة الصيت، قد اعتبرت أن زيارة صلاح الدين مزوار لم تكن مرتقبة، حيث كان من المفترض أن يحضر من الجانب المغربي الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية امباركة بوعيدة، لكن التطورات الأخيرة في العلاقة بين البلدين، فرضت أن يحضر مزوار اللقاء من أجل تطويق الأزمة الدبلوماسية الصامتة بين مدريدوالرباط.
وحسب ذات الجريدة فالمغرب لا يريد أي تصعيد مع إسبانيا على مقربة من اجتماع مجلس الأمن الدولي، أبريل الجاري، حول الصحراء المغربية، حيث تعول الرباط بشكل كبير على إسبانيا من أجل تجنب أي سيناريو محتمل، خاصة أن مدريد تعد فاعلا أساسيا في الملف.
وكانت العلاقات المغربية الاسبانية قد عرفت خلال الأسابيع الماضية بعض التشنج، بداية بإعلان الداخلية المغربية أن الأسلحة التي يتوفر عليها أعضاء الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها مؤخرا دخلت المغرب عبر مدينة سبتةالمحتلة، وهو ما نفته مدريد وردت عليها بانتقاد حضور الوزير الأول الإسباني السابق خوصي لويس رودريجيز ثاباتيرو إلى منتدى كرانس مونتانا بمدينة الداخلة، في رد فعل إستفزازي.
كما انتقدت الصحافة الإسبانية مؤخرا قوات الدرك المغربي بعد وفاة إثنين من مستكشفي المغارات الإسبانية الأسبوع الماضي بوارزازات، لتليها مطالبة قاض إسباني بفتح تحقيق مع 11 مسؤولا مغربيا في قضية "إبادة جماعية" مزعومة في حق أبناء الأقاليم الجنوبية بين سنتي 1976 و 1991.