على خلفية الأحداث الطائفية التي عاشتها الجزائر، وجهت أطراف جزائرية أصابع الاتهام صراحة إلى المغرب بالتورط في هذه الأحداث بين الأمازيغ المزابيين الإباضيين، والعرب المالكيين منذ أشهر خلت، وأسفرت عن عدد من القتلى والمئات من الجرحى. توظيف صراع طائفي من أجل بوتفليقة وفي هذا الصدد، يقول الموساوي العجلاوي، أستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط إن كل هذه الاتهامات ليست بالأمر الغريب أو المستجد، لأن الدولة الجزائرية تأسست على العداء للمغرب، مشيرا إلى أن الخطاب الجزائري ماضوي يعتمد على إرجاع تفكير الجزائريين إلى الخلف، ذلك أن الصورة المقدمة لهذا الشعب هي أن الجزائر دولة مهددة من طرف فرنسا والمغرب، وذلك لجعل الرأي العام يؤمن بأن أن المشاكل التي تعيشها الجزائر تأتي من الخارج وليس من الداخل. ويؤكد الموساوي العجلاوي أن حدة الصراع بين صراع بين المالكية والإباضية ارتفع بشكل كبير في غرداية مع الانتخابات الرئاسية، حيث تحدثت الصحافة الجزائرية عن توظيف هذا الصراع في لصالح بوتفليقة، حيث كان يُخيّر الجزائريون بين بين الاستقرار أو سيناريو غرداية. ويضيف الموساوي العجلاوي قائلا" الخطير في الأمر هو أنه يجب على الشعب الجزائري أن ينتبه إلى أن هناك ملفان أساسيان يهددان وحدة الجزائر، أولهما هو الصراع بين الإباضية والمالكية الذي قد ينتشر في في الجنوب، والذي قد يتسبب في صراع عرقي بالجزائر، وثانيهما التشيع الذي ينتشر بدوره بشكل قوي داخل الجزائر، وهذا نتاج لتطور الدولة الجزائرية وعد قدرتها على الانسلاخ عن الماضي الاستعماري." ارتفاع حدة العداء الجزائري للمغرب أما أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي منار السليمي فقد أكّد على أن "السياسة الجزائرية بنيت على أساس العداء للمغرب"، مبرزا أن وتيرة التحركات الجزائرية المعادية للمغرب تسارعت بشكل كبير خلال الأربع سنوات الأخيرة، حيث تستغل الجزائر جميع التظاهرات لتسجل حضورها وتقدم تمويلها لجميع المواقف المعادية للمغرب في جميع الأوساط بما في ذلك وسط منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى سرعة التسلح خلال السنوات الأخيرة، وأخيرا مؤامرات أحداث غرداية، ذلك أن هناك نخبة جزائرية تقول إن المغرب ساهم فيها، وهذا معناه-حسب منار السليمي- أن الجزائر دولة فاشلة. وعن هذا الصراع، يقول منار السليمي إن بوادره قديمة وإن أوروبيين ومعارضين جزائريين طالبوا بتدخل أممي في هذه المنطقة، لأن صور عمليات الذبح غنية عن كل تعليق، كما تطرق السليمي لتخلي السلطة وعدم اكتراثها بهذا الصراع، ذلك أنها كانت منشغلة أكثر بمرض بوتفليقة. انتخاب بوتفليقة لم يحسم مشكل الخلافة بالجزائر ويرىعبد الفتاح البلعمشي، مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات في الحملة الجزائرية الأخيرة على المغرب استمرارية مضايقة المغرب من قبل الإدارة الجزائرية، مضيفا أنها تعكس مدى الصراع الدائر في مربع السلطة، والذي يعود إلى فترة ما قبل إجراء الانتخابات الرئاسية. يقول عبد الفتاح بلعمشي "هناك صراع ما بين مجموعة من أقطاب الحكم في الجزائر بعد الإبقاء على بوتفليقة رئيسا للجزائر، وأحد أطراف هذا الصراع ينتمي إلى النزعة الماضوية التي تؤسس فلسفتها على العداء للمغرب." أمّا عن ارتفاع وتيرة العداء للمغرب، فهذا يعني، حسب مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن هناك إشكالا داخل مكونات الدولة العميقة بالجزائر، لأن انتخاب بوتفليقة لم يحسم مشكل الخلافة.