انتهى مؤخرا المخرج أحمد بايدو، صاحب رائعة ملحة “بوغافر 33″، أو من يلقبه الفنانون ب “سبيلبرغ سوس”، من تصوير آخر أعماله الفنية. يتعلق الأمر بالفيلم السينمائي الروائي المطول “تامغرا أوغرابوا”، أو (عرس القارب). واعتمد المخرج بايدو في فيلمه على ثلة من الفنانين الكبار من أمثال نور الدين التهامي وعبد اللطيف عاطف وحسن العليوي وفاطمة أشهبار والحسين بردواز وهشام ورقة ومبارك العطاش والزاهية الزاهيري والعديد من الفنانين الآخرين المتميزين في السينما الأمازيغية. وتدور أحداث فيلم “تامغرا أوغرابو”، الذي شارك في كتابة السيناريو الخاص به كل من المخرج نفسه أحمد بايدو واثنان من أشهر كتاب السيناريو الأمازيغيين، عبد الله المناني ومراد خلو، وأعد حواره كل من الحسين بردواز وعبد الله المناني، في قرية ساحلية، اختار لها المخرج أن تكون بمحاذاة شواطئ ميراللفت الشهيرة. وهو عبارة عن مجموعة الحكايات، شخوصها عاديون لا يحلمون بأكثر من ما هو حق لهم، وتتقاطع الحكايات خلال الفيلم لتلتقي في كونها تجسيد للصراع اليومي بين الخير والشر وبين الحب والكراهية. ينقسم سكان القرية إلى فلاحين وصيادين وشباب يحلم بأشياء أخرى. ومن بين هؤلاء الشباب، هناك “أكيزول”، (نور الدين التهامي) المتمرد على أعراف “أمغار” (الحسين بردواز) وأتباعه. هذا الأخير يملك حصة مهمة من اقتصاد المنطقة، سواء من حيث ملكيته لجل الأراضي الفلاحية الخصبة وقوارب الصيد، مما يدفع “أكيزول”، ضدا على ذلك الوضع، إلى صنع قارب له، لتبدأ نقطة الصراع الأولى بينه وبين أتباع “أمغار”. وتظهر “تيدار” (فاطمة أشهبار) ابنة أمغار في الفيلم كفتاة تقع في حب “أكيزول” نظرا لتمرده وشخصيته الحالمة والقوية، ليزيد هذا الحب من حدة الصراع بين “أمغار” وأتباعه من جهة وبين “أكيزول” من جهة ثانية. ويدخل في خط الصراع صانع القوارب، النجار يوبا (مبارك العطاش) والمتزوج من “إيزة” (الزاهية الزاهيري)، الخادمة بمنزل “أمغار” ومربية “تيدار”، والمهووس بابنه “أنير”. وسبب دخوله الصراع ضدا على “أمغار” يرجع إلى اكتشافه أن أنير ليس ابنه وأن زوجته تعرضت للإغتصاب في منزل أمغار، ليصنع قاربا لأكيزول متحديا سلطة أمغار. وجسد الفيلم هذا الوضع أيضا في صراع داخلي ونفسي يتجسد في علاقة النجار بصناعة القوارب وفي صمته أيضا. ومن بين الشخوص الوازنة التي لعبت دورا مهما في الفيلم، تظهر شخصية “إفيس” (عبد الطيف عاطف)، اليد اليمنى لأمغار والمسؤول عن تسيير أملاكه والقوة الضاربة له. ويظهر “إفيس” (أو الضبع) كشخص يريد الاستيلاء على أملاك مشغله “أمغار” وكذا ابنته “تيدار”، إلا أن شره يدخله في صراع مع كل أطراف الحكاية موغلا “أمغار” في صراع لم تكن له يد فيه. ومع توالي الأحداث يسقط القناع عن “إفيس”، وتفشل محاولاته لينتهي مصيره بما لم يكن يتوقعه. فثنائية الخير والشر والصراع بينهما عادة ما يؤول في النهاية لصالح الخير. ويقول المخرج أحمد بايدو، في تصريح له، أن فيلم “تامغرا أوغرابو” هو فيلمه السينمائي الروائي المطول الأول، وأنه استنزف من طاقم الفيلم مجهودا كبيرا وأخذ منهم وقتا مطولا سواء في الإعداد اختيار أماكن التصوير واستنزف ميزانية مهمة، خاصة أنه تم الاعتماد على آخر تقنيات التصوير، كما تمت الاستعانة بكاميرا الغطس في تصوير بعض لقطاته. وأضاف أنهم الآن في آخر مرحلة من مراحل الإنتاج، وبصدد وضع آخر اللمسات عليه قبل إخراجه إلى القاعات السينمائية.