…ويقاس عليها التعنيف والبصاق والرَّكل…، فهذه كلها من باب المُطَهّرات أو المكفرات عن الذنوب ولا يحل لامرء أن يعتبرها مسا بكرامته أو تنقيصا منه. سؤال: سائل يسأل أنه صفع زوجته في لحظة غضب ثم ركلها وبصق على وجهها، ففوجئ خلال اليوم الموالي بمنظمات وجمعيات "ماتقيش امراتي" تحتج ضده وترفع اللافتات والشعارات فتحولت قضيته إلى قضية رأي عام. فما رأيكم يا شيخ الحقوق في هذه النازلة؟ جواب: السياق هنا غير السياق الأول، والعالِم يجتهد بحسب الظروف والأحوال، فنحن أجزنا فقط صفعة الشرطي وأصحاب الحال لأن أمر التأديب بيدهم والرخصة خاصة بهم وحدهم، إن أخذوا بها فلهم أجران وإن تركوها فلهم أجر واحد، أما دونهم من الجهال فيمكن مآخذته بانتهاك حقوق الانسان ليس بالصفعة والصفعتان، بل حتى باساءة النظر لاسيما إن تعلق الأمر بالجنس اللطيف، فنحن لانقبل أنم تُمَرَّغ وجوهنا في التراب بسبب سوء معاملة امرأة. سؤال: سمعنا مؤخرا عن شاب انتحر إثر حلق شعر رأسه من قبل قائد، فهل يعتبر ذلك انتهاكا لحقوق الانسان؟ جواب: أنا لا أعرف ما الذي أصابنا اليوم؟ سنوات عديدة ونحن نقدم رؤوسنا للحلاقين لحلق شعر رؤوسنا دون أن تثير القضية أي مشكل، فما الفرق أن يحلق رأسك حلاق أو قائد؟ نحن نهَوِّل الأمور، القضية الآن حُسِم فيها والسؤال عنها بدعة، ولا يحل لأحد أن يتساءل فيما بعد عنها. سؤال: سمعنا والله أعلم، أن دولا غربية تعاقب مواطنيها عن كلمات من قبل "العزوة" "لعرج"…لانها كلمات عنصرية بينما نحن نعتبرها نحن عادية، فما رأيكم؟ جواب: تلك الدول لا تعرف المُزاح ولا تتلذذ به، نحن لنا مذهبنا وعقيدتنا وخصوصيتنا، فنحن تنشطنا تلك الكلمات وتدخل السرور على قلوبنا، فلابأس أن نروجها حتى في أغانينا لما لها من تنفيس وترويح على النفوس. سؤال: عدد من المسؤولين بقطاعات حساسة يضعون علامات واشارات إلى وظائفهم على الواجهات الأمامية لسياراتهم تمييزا لهم عن الغير، ونحن كذلك نملك سيارات لكننا لا ننتسب إلا لهذا الوطن، فهل هؤلاء خارقون لمبدأ المساواة أمام القانون؟ جواب: هذا ما أكدت عليه منذ البداية، كثرة السؤال ودخول "الشبوقات الخاوية"، يا سيدي أنتم من تنتهكون حقوق الانسان بالسماح لأنفسكم بالاطلاع على سيارات الغير، وحُقَّ لهؤلاء أن يقاضوكم لأنكم تدخلتم في حريتهم الشخصية. فلا يحق لمواطن عادٍ أن يتجسس على مسؤول كيفما كانت رتبته، ومن فعل ذلك فقد نقض العهد وخرق حقوق الانسان. سؤال أخير: يا سيدي ، تصلنا أخبار عن رشاوى وعلاوات وامتيازات خارج القانون، ونخاف أن نفضح ذلك فنعاقب بالسجن على افشائنا للسر المهني كما فعل مع الغير، فهل نحن مقَصّرون؟ جواب : بالعكس، نِعم المواطنون أنتم، لا تنساقوا مع المشوشين الذين يريدون دوما فضحنا أمام الغير، كونوا عباد الله صالحين والتزموا الصمت لأن الصمت حكمة، والسكوت من ذهب، فأنتم الضامنون لوحدة الصف، وبأياديكم البيضاء سنسير قدما نحو التحديث والريادة. شكرا لكم على حسن الاصغاء وإلى لقاء قريب.